[قال عتبة: زبَنَتْنا الحرب، وزبنَّاها، ومنه الزبون لأنه يدفع من بائع إلى آخر.
وقال أبو الليث السمرقندي رَحِمَهُ اللَّهُ: ومنه المزابنة في البيع؛ لأنهم يعملون بأرجلهم، كما يعملون بأيديهم] .
وقرأ العامة:«سَندْعُ» بنون العظمة، ولم ترسم بالواو، وتقدم نظيره، نحو {يَدْعُ الداع}[القمر: ٦] .
وقرأ ابن أبي عبلة:«سيُدْعَى الزبانيةُ» مبنياً للمفعول ورفع «الزبانية» لقيامها مقام الفاعل.
فصل في المراد بالزبانية
قال ابن عباس: الملائكة الغلاظ الشداد، وروي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما قرأ هذه السورة وبلغ إلى قوله تعالى:{لَنَسْفَعاً بالناصية} قال أبو جهل: أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك، قال الله تعالى:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزبانية} فلما ذكر الزبانية رجع فزعاً، فقيل له: أخشيت منه؟ .
قال: لا، ولكن رأيت عنده فارساً، فهددني بالزبانية فما أدري ما الزبانية؛ ومال إليَّ الفارس، فخشيت منه أن يأكلني.
قال ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: والله لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. خرجه الترمذي بمعناه.
قوله:{كَلَاّ} أي: ليس الأمر كما يظنه أبو جهل «لا تُطِعْهُ» فيما دعاك إليه من ترك الصلاة «واسْجُدْ» ، أي: صل الله «واقْتَرِبْ» أي: اقترب إلى الله بالطَّاعة والعبادة.