قال بَعْضُهمْ: النُّصُبُ الأوْثانُ، واسْتَبْعَدَهُ قَوْمٌ؛ لأنَّ هذا مَعْطُوفٌ على قولِهِ:{وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ} وذلك هو الذَّبْحُ على اسمِ الأوْثانِ، والمعطوفُ يَجِبُ أنْ يكُونَ مُغَايِراً للمعطوفِ عَلَيْهِ.
وقال ابنُ زَيْدٍ:{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النصب} ، {وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ} هُمَا وَاحِدٌ.
وقال مُجاهدٌ وقتادةُ وابن جُرَيح: كانَتْ حولَ البيتِ ثلاثمائة وستُّونَ [حَجَراً مَنْصُوبَة] كان أهلُ الجاهِليّةِ يَعْبُدُونَها وَيُعَظِّمُونها ويَذْبَحُونَ لها وليست هي بأصْنامٍ، وإنَّما الأصنامُ هي المصَوَّرةُ المنقوشَةُ، وكانوا يُلَطِّخُونَها بتلك الدماءِ، ويضعُون اللحومَ عليها. فقال المسلمون يا رسول الله: كان أهلُ [الجاهلية] يُعظمون البيتَ بالدَّمِ، فنحنُ أحَقُّ أنْ نُعَظِّمَهُ، وكأن النبي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ لم يكَره ذلك، فأنزل اله تعالى:{لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا}[الحج: ٣٧] .
وقوله:{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النصب} .
[فيه وجهان:
أحدهما: وما ذبح على الاعتِقادِ وتَعْظِيم النُّصب] .
والثاني: ومَا ذُبِح لِلنُّصبِ، و «اللَاّمُ» و «عَلَى» يتعاقَبَانِ. قال تعالى:{فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ اليمين}[الواقعة: ٩١][أي: فَسَلامٌ عَلَيْكَ] ، وقال:{وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}[الإسراء: ٧] أي فعليها.