قال أبو مسلم: الإنذار على السواء الدعاء على الحرب مجاهرة كقوله: {فانبذ إِلَيْهِمْ على سَوَآءٍ}[الأنفال: ٥٨] وفائدة ذلك أنه كان يجوز أن يقدر من أشرك أنّ ةحالهم مخالف لسائر حال الكفار في المجاهرة، فعرفهم بذلك أنهم كالكفار في ذلك. وقيل: المعنى: فقد أعلمتكم ما هو الواجب عليكم من التوحيد وغيره على سواء في الإبلاغ والبيان، لأني بعثت معلماً، والغرض منه إزاحة العذر لئلا يقولوا {رَبَّنَا لولاا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً}[طه: ١٣٤] وقيل: (ليستوي في الإيمان) . وقيل:{آذَنتُكُمْ على سَوَآءٍ} أي: على مهل أي: لا أعاجل بالحرب الذي آذنتكم، بل أمهل وأؤخر رجاء إسلامكم.
قوله:{وَإِنْ أدري} العامة على إرسال الياء ساكنة، إذ لا موجب لغير ذلك. وروي عن ابن عباس أنه قرأ «وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ»«وَإنْ أَدْرِيَ لَعَلَّهُ فتْنَةُ» بفتح الياءين، وخرجت على التشبيه بياء الإضافة على أن ابن مجاهد أنكر هذه القراءة البتة. وقال ابن جنيّ: