للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال أمية بن أبي الصلت:

- ٣٧٨٣ خلق البرية من سلالة منتن ... وإلى السلالة كلها ستعود

وقال عكرمة: هو الماء يسيل من الظهر. والعرب يسمون النطفة سُلَالَة، والولد سَلِيلاً وسُلَالة، لأنهما مَسْلُولَانِ منه. وقال الزمخشري: السلالة الخُلاصة، لأنها تسل من بين الكَدَر. وهذه الجملة جواب قسم محذوف، أي: والله لقد خلقنا، وعطفت على الجملة قبلها لما بينهما من المناسبة، وهو أنه لما ذكر أنّ المتصفين بتلك الأوصاف يرثون الفردوس فتضمن ذلك المعاد الأخروي ذكر النشأة الأولى ليستدل بها على المعاد، فإنّ الابتداء في العادة أصعب من الإعادة، لقوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧] .

وهذا أحسن من قول ابن عطية: هذا ابتداء كلام، والواو في أوله عاطفة جملة كلام على جملة كلام، وإن تباينتا في المعنى. وقد تقدم بيان وجه المناسبة.

قوله: «مِنْ طِين» في «مِنْ» وجهان:

أحدهما: أنها لابتداء الغاية.

والثاني: أنها لبيان الجنس.

قال الزمخشري: فإن قلت: ما الفرق بين «مِنْ» و «مِنْ» ؟ قلت: الأولى للابتداء، والثانية للبيان كقوله: «مِنَ الأَوْثَانِ» . قال أبو حيان: ولا تكون للبيان إلا إذا قلنا: إن السلالة هي الطين أما إذا قلنا: إنه من انسل من الطين ف «مِنْ» لابتداء الغاية وفيما تتعلق به «مِنْ» هذه ثلاثة أوجه:

<<  <  ج: ص:  >  >>