واستضعف ذلك بأنَّ الفعل لا يحذف إلَاّ (إذا) تقدَّم مشعر به، كقوله:{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بالغدو والآصال}[النور: ٣٦] في قراءة من بناه للمفعول، أي: يُسَبِّحُهُ رِجَالٌ. أو يجاب به نفيٌ، كقولك: بلى زيدٌ لمن قال: «لم يقم أحدٌ» . أو استفهام كقوله:
وقرأ زيد بن علي واليزيديّ:«طاعةً» بنصبها بفعل مضمر، وهو الأصل. قال أبو البقاء:
ولو قرئ بالنصب لكان جائزاً في العربية، وذلك على المصدر، أي: أطيعوا طاعةً وقولوا قولاً، وقد دلَّ عليه قوله بعدها:{قُلْ أَطِيعُواْ الله} قال شهاب الدين: (قوله: (ولو قرئ بالنصب لكان جائزاً) قد تقدم النقل لقراءته) .
وأما قوله:(وقولوا قولاً) فكأنه سبق لسانه إلى آية القتال، وهي:{فأولى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ}[محمد: ٢٠ - ٢١] ولكن النصب هناك ممتنع أو بعيد.
فصل
المعنى: هذه طاعة بالقول باللسان دون الاعتقاد، وهي معروفة، أي: أمر عرف منكم أنكم تكذبون وتقولون ما لا تفعلون، قاله مجاهد. وقيل: طاعة معروفة بنية خالصة أفضل وأمثل من يمين باللسان لا يوافقها الفعل. وقال مقاتل بن سليمان: لتكن