تقلب ألفاً لتَحَرُّكِهَا وانفتاح ما قبلها؛ لئلا يحذف إحدى الألفين وغير سيبويه حمل ذلك على ظاهره، فالحياة عند لامُها «واو» . ولا دليل لسيبويه في «حَيِيَ» ؛ لأن الواو متى انكسر ما قبلها قلبت ياءً نحوُ:«عُدِيَ، ودُعِي، وَرَضِيَ» . ومعنى الآية:{وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} أي الحياة الدائمة الباقية، والحيوان بمعنى الحياة أي فيها الحياة الدائمة {لو كانوا يعلمون} أي لو كانوا يعلمون أنها الحيوان لما آثروا عليها الدنيا.
فإن قيل: ما الحكمة في قوله: في الأنعام {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأنعام: ٣٢] وقال هنا {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} ؟
فالجواب: أن المُثْبَتَ هناك كون الآخرة، ولأنه ظاهر لا يتوقف إلا على العقل والمثبت هنا أن لا حياة إلا حياة الآخرة. وهذا دقيق لا يُعْلَمُ إلا بِعِلْمِ نَافِعٍ.