للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون بإسكان الياء التحتية ولا ألف بعدها؛ على الإفراد (١).

قوله تعالى: {كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ} [١٣] قرأ ورش، وأبو عمرو، وابن وردان -بخلاف عنه-: بإثبات الياء بعد الباء الموحدة وصلًا لا وقفًا، وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثبات الياء وقفًا ووصلًا، وقرأ الباقون بحذف الياء وقفًا ووصلًا (٢).

قوله تعالى: {مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [١٣] قرأ حمزة، والكسائي ورويس -بخلاف عنه-: بإسكان الباء وقفًا ووصلًا (٣)، وقرأ الباقون بفتحها في الوصل.


= وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}، بالأعراف وثاني الروم، والنمل، {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ}، بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بـ ص، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ}، بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالإسراء، {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ}، فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} بالذاريات، وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم من كل مكان وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع، قال ابن الجزري
والريح هم … كالكهف مع جاثية توحيدهم
حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع … فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
واجمع بإبراهبم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا … وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا
ووجه من قرأ برفع {الريح}: أنه جعله على الابتداء، والمجرور قبله الخبر، وحسُن ذلك لأن {الريحَ} لمّا سُخِّرت له صارت كأنها في قبضته، إذ عن أمره تسير، فأخبر عنها أنها في ملكه، إذ هو مالك أمرها في سيرها به. قال ابن الجزري:
والريح (صـ) ـف
(شرح طيبة النشر ٤/ ٧٦، حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ١١٨، السبعة ص ١٧٣).
(١) ووجه من قرأ بنصب {الرِّيحَ}، على إضمار: وسخّرنا لسليمان الريح، لأنها سخّرت له، وليس بمالكها على الحقيقة، إنمّا مَلَك تَسخيرَها بأمر الله، ويقوّي النصب إجماعهم على النصب في قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} [الأنبياء: ٨١]. فهذا يدلّ على تسخيرها له في حال عصوفها.
(٢) ينظر المهذب: ٢/ ٢٤٦.
(٣) إذا جاء بعد الياء همزة الوصل المصاحبة للام -والواقع منها اثنان وثلاثون- فإن حمزة يسكنها كلها =

<<  <  ج: ص:  >  >>