للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَلْفِهِمْ} بإخفاء النون عند الخاء، والباقون بالإظهار. وقرأ يعقوب {أيدِيهُم} بضم الهاء، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [١٠] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، وهشام -بخلاف عنه-: بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية (١)، والباقون بتحقيقهما، وعن ورش -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وأدخل بين الهمزتين ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وهشام، وأبو جعفر (٢)؛ والباقون بغير إدخال بينهما.

قوله تعالى: {إِذْ جَاءَهَا} [١٣] قرأ أبو عمرو، وهشام بإدغام ذال {إِذْ} في الجيم، والباقون بالإظهار (٣).

وأمال الألف بعد الجيم: حمزة، وابن ذكوان، وخلف (٤)، والباقون بالفتح.


= أبو عمرو يذهب على أن الضمّ والفتح بمعنى الحاجز، لغتان في هذه السورة. وذهب في يس إلى أن الضمّ بمعنى"سُدّة العين". تقول العرب: بعينيه سُدّة، وهما لغتان عند الكسائي كالزَّعم والزُّعم. وقيل: الفتح يُراد به المصدر، والضمّ يُراد به الاسم كالغُرفة والغَرفة، قال ابن الجزري:
.... وسدا (حـ) ـكم (صحب) (د) برا … ياسين (صحب)
(شرح طيبة النشر ٥/ ٢١، النشر ٢/ ٣١٥، المبسوط ص ٢٨٣، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ص ٤٢٨، الغاية ص ١٩٩، التيسير ص ١٤٥، السبعة ص ٣٩٩، زاد المسير ٥/ ١٨٦).
(١) فحجة هؤلاء ممن خفف الهمزة الثانية هو استثقال الهمزة المفردة فتكريرها أعظم استثقالًا وعليه كثر العرب. وأيضًا لما رأى أن العرب وكل القراء قد خففوا الهمزة الثانية إذا كانت ثانية استثقالًا كان تخفيفها إذا كانت متحركة أولى، لأن المتحرك أقوى من الساكن وأثقل فيصير النطق {أَأَنْذَرْتَهُمْ}، ولهشام ثلاثة أوجه الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، الثاني: تحقيقها مع الإدخال، الثالث: تحقيقها مع عدم الإدخال، أما تسهيلها مع عدم الإدخال فلم أقرأ به، ولا يجوز لهشام (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٧٣، والنشر ١/ ٣٥٩).
(٢) وحجة ذلك: أن الاستثقال مع التخفيف باق، إذ المخففة بزنتها محققة (انظر كشف وجوه القراءات السبع ١/ ٧٣).
(٣) وهذه قاعدة مطردة في القرآن الكريم؛ أن أبا عمرو وهشامًا يقرآن بإدغام ذال إذ في الجيم قولًا واحدًا، وأن الباقين يقرأون بإظهارها، ووجه الإظهار أنه الأصل، ووجه الإدغام التشارك في بعض المخرج ووجه الإظهار بعد المخرج، ووجه التفرقة الجمع بين اللغات، قال ابن الجزري:
إذ في الصفير وتجد أدغم (حـ) ـلا … (لـ) ـي
(شرح طيبة النشر ٣/ ٣، ٤).
(٤) اختلف عن هشام في إمالتها أيضًا فقد قال ابن الجزري في النشر ٢/ ٦٠: واختلف عن هشام في {شَاءَ} =

<<  <  ج: ص:  >  >>