للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {لَمَّا جَمِيعٌ} [٣٢] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، وابن جماز: بتشديد الميم (١). والباقون بالتخفيف (٢).

قوله تعالى: {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} [٣٣] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتشديد الياء التحتية مع الكسر (٣)، والباقون بإسكانها.

قوله تعالى. {مِنَ الْعُيُونِ} [٣٤] قرأ ابن كثير، وابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي: بكسر العين، والباقون بالرفع (٤).


(١) قال ابن الجزري:
وشد … لما كطارق (نـ) هى (كـ) ـــــن (فـ) ـــي (ثـ) ــمد
يس (فـ) ـــي (ذ) ا (كـ) ـــأم (ثـ) ـــوى
فالحجة لمن شدد أنه أراد لمن ما فقلب لفظ النون ميمًا ثم أدغمها في الميم بعد أن أسقط إحدى الميمات تخفيفًا واختصارًا لأنهن ثلاث في الأصل، قال الكسائي: من شدد {وَإِن} و {لَّمَّا} فالله أعلم بذلك وليس لي به علم. وقال الفراء: أما الذين شددوا فإنه والله أعلم لمما ثعلب يروي بكسر الميم لمن أراد لمن ما ليوفينهم فلما اجتمعت الميمات حذفت واحدة فبقيت ثنتان أدغمت واحدة في الأخرى كما قال الشاعر:
وإني لمما أصدر الأمر وجهه … إذا هو أعيا بالسبيل مصادره
(٢) وحجة من قرأ ذلك: أنَّ وجهه بيِّن وهو أنه نصب {كَلَّا} بـ {وَإِن} و {وَإِن} تقتضي أن تدخل على خبرها اللام أو على اسمه إذا حل محل الخبر فدخلت هذه اللام وهي لام الابتداء على الخبر في قوله {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} وقد دخلت في الخبر لام أخرى وهي لام القسم وتختص بالدخول على الفعل ويلزمها في أكثر الأمر إحدى النونين فلما اجتمعت اللامان فصل بينهما بـ (ما) فلام (لما) لام إن وما دخلت للتوكيد ولم تغير المعنى ولا العمل واللام التي في {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} لام القسم، وقال أهل الكوفة: في (ما) التي في {لَّمَّا} وجهان أحدهما: أن يكون بمعنى من أي {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا} كما قال سبحانه {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} وإن أكثر استعمال العرب لها في غير بني آدم. والوجه الآخر: أن يجعل ما التي في لما بمعنى ما التي تدخل صلة في الكلام ويلي هذا الوجه في البيان قراءة نافع وابن كثير.
فأما تخفيف {وَإِن} وترك النصب على حاله فلأن إن مشبهة بالفعل فإذا حذف التشديد بقي العمل على حاله وهي مخففة من إن، قال سيبويه: حدثني من أثق به أنه سمع من العرب من يقول إن عمرًا لمنطلق، فإن سأل سائل فقال: إنما نصبت بإن تشبيهًا بالفعل فإذا خففت زال شبه الفعل فلم نصبت بها؟ فالجواب: أن من الأفعال ما يحذف منه فيعمل عمل التام كقولك لم يك زيد منطلقًا فكذلك إن جاز حذفها وإعمالها (النشر ٢/ ٢٩١، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٧٣، الحجة في القراءات السبع ١/ ص ١٩١، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ص ٣٥١، إعراب القراءات السبع ١/ ٢٩٣، زاد المسير ٤/ ١٦٤).
(٣) سبق بيانه في الآية ٩ من هذه السورة (وانظر: شرح طيبة النشر ٤/ ٨١ - ٨٤).
(٤) اختلف في {عيون} فقرأها بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، ووكسر تنوينه =

<<  <  ج: ص:  >  >>