للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ} [٤٦] قرأ يعقوب بضم الهاء (١)، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} [٤٩] قرأ حمزة: بإسكان الخاء وتخفيف الصاد (٢)، وقرأ أبو جعفر: بإسكان الخاء وتشديد الصاد، وقرأ ورش، وابن كثير: بفتح الخاء وتشديد الصاد (٣)، وقرأ قالون: باختلاس فتحة الخاء وبالإسكان أيضًا، وقرأ أبو عمرو: باختلاس فتحة الخاء، وبإخلاص الفتحة (٤)، وقرأ هشام بفتح الخاء وكسرها، وقرأ ابن ذكوان، وحفص، والكسائي، ويعقوب: وخلف بكسر الخاء وتشديد الصاد، وقرأ


= ١/ ٢٣٠، المبسوط ص ١٢٧، والغاية ص ٩٨، والنشر ٢/ ٢٠٨، والإقناع ٢/ ٥٩٧، وإتحاف فضلاء البشر ص ١٢٩).
(١) سبق قريبًا.
(٢) قرأ حمزة وأبو جعفر {يَخِصِّمُونَ} بإسكان الخاء، واختلف فقرأ حمزة بتخفيف الصاد، وأبو جعفر بتشديدها؛ فيجتمع عنده ساكنان. وحجة من أسكن الخاء وخفّف أنه بناه على وزن "يفعلون"، مستقبل "خصم يخصم" فهو يتعدّى إلى مفعول مضمر محذوف، لدلالة الكلام عليه، تقديره: يخصم بعضهم بعضًا، بدلالة ما حكى الله جلّ ذكره عنهم من مخاصمة بعضهم بعضًا في غير هذا الموضع، فحذف المضاف، وهو بعض الأول، وقام الضمير المحذوف مقام بعض في الإعراب، فصار ضميرًا مرفوعًا، فاستتر في الفعل، لأن المضمر المرفوع لا ينفصل بعد الفعل، لا تقول: اختصم هم، ولا: قام أنت، والضمير فاعل، ويجوز أن يكون التقدير: يخصمون مُجادلهم عند أنفسهم، وفي ظنهم، ثم حذف المفعول. قال ابن الجزري:
وسكن (بـ) ــــخسا
بالخلف (فـ) ـي (ثـ) ـــــبت
(شرح طيبة النشر ٥/ ١٦٩، النشر ٢/ ٣٥٤، المبسوط ص ٣٧١، السبعة ص ٥٤١، الغاية ص ٣٤٧).
(٣) وحجة من فتح الخاء وشدّد: أنه الأصل، وأنّه بناه على "يفتعلون"، أي يختصمون، فحاول إدغام التاء في الصاد لقربها منه، فألقى حركة التاء على الخاء، وأدغم التاء في الصاد لقربها منها، فالقى حركة التاء على الخاء، وأدغم التاء في الصاد لقربها منها، ولأنه ينقل التاء بالإدغام إلى حرف هو أقوى منها، وهو الصاد، فذلك حسن قوي فوقع التشديد لذلك (شرح طيبة النشر ٥/ ١٦٩، النشر ٢/ ٣٥٤، المبسوط ص ٣٧١، السبعة ص ٥٤١، الغاية ص ٣٤٧، غيث النفع ص ٣٣٢).
(٤) وحجة من اختلس حركة الخاء وأخفاها أنّ أصله "يفتعلون"، فالخاء ساكنة، فلمّا كانت ساكنة في الأصل في "يختصمون" وأُدغمت التاء في الصاد لم يمكن أن يجتمع ساكنان: المشدّد والخاء، فأعطاهما حركة مختلسة، أو مخفاة، ليدلّ بذلك أنّ أصل الخاء السكون، فيدلّ على أصلها أنه السكون بعض الحركة فيها، لأن الحركة المختلسة والمخفاة حركة ناقصة. قال ابن الجزري:
واختلسا بالخلف (حـ) ــــط (بـ) ــــدرا

<<  <  ج: ص:  >  >>