للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِذَا قِيلَ} [٣٥] قرأ هشام، والكسائي، ورويس: بضم القاف (١)، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {أَئِنَّا لَتَارِكُو} [٣٦] {أَإِنَّكَ لَمِنَ} قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الهمزة الأولى المفتوحة وتسهيل الثانية المكسورة والباقون بتحقيقهما، وأدخل بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه (٢).


= مع هود والنور والامتحان لا … تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـــب (ء) ـــلا
تناصروا (ثـ) ـــق (هـ) ـــد وفي الكل اختلف … له وبعد كنتم ظلتم وصف
وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل إذ الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذا ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر ٤/ ١٢١، ١٢٢، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣١٤، النشر ٢/ ٢٣٢، التيسير ص ٨٣، ٨٤، التبصرة ص ٤٤٦، المبسوط ص ١٥٢).
(١) والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} فالضم لابد وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {وَجِيءَ} و {وَحِيلَ} وَ {وَسِيقَ} و {سِيءَ} ولا بد أن يكون إشمام الضم وكسر أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. قال ابن الجزري:
وقيل غيض جي أشم … في كسرها الضم رجا غنى لزم
(انظر: النشر ٢/ ٢٠٨، الغاية في القراءات العشر ص ٩٨، والتيسير ص ٧٢، والكشف عن وجوه العلل ١/ ٢٣٠، المبسوط ص ١٢٧، والغاية ص ٩٨، والنشر ٢/ ٢٠٨، والإقناع ٢/ ٥٩٧، وإتحاف فضلاء البشر ص ١٢٩).
(٢) هناك قاعدة مطردة، وهي أن القراء المذكورين يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة، والهمزة المكسورة تأتي متفقًا عليها بالاستفهام ومختلفًا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعًا {أَئِنَّكُمْ} بالأنعام: ١٩، والنمل: ٥٥، وفصلت: ٩، {أَئِنَّ لَنَا} بالشعراء: ٤١ {أَإِلَهٌ} بالنمل: ٦٠ - ٦٤، خمسة {أَئِنَّا لَتَارِكُو} {أَإِنَّكَ لَمِنَ} {أَئِفْكًا} الصافات: ٣٦ - ٥٢ - ٨٦ {أَإِذَا مِتْنَا} بقاف: ٣، قال ابن الجزري:
ثانيهما سهل غنى حرم حلا
(شرح طيبة النشر ٤/ ٢٢٤، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>