(٢) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب لفظ "المُخلِصِينَ" بكسر اللام حيث جاء معرفًا باللام مجموعًا بكسر اللام، و"مخلِصا" أيضًا، فقرأ الكوفيون بفتح اللام منهما، ووافقهم المدنيان في {الْمُخْلَصِينَ}، وحجتهم قوله {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ} وقوله {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فإذا أخلصوا فهم مخلصون تقول رجل مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ له، وعلم من تخصيص الواحد بمريم والجمع باللام أن نحو {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ} و {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} متفق على على كسره. قال ابن الجزري: والمخلصين الكسر (كـ) ــــم … (حق) ومخلصا بكاف (حق) (عم) (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٨٢، النشر ٢/ ٣٩٥، المبسوط ص ٢٤٦، الغاية ص ١٧٩، التيسير ص ١٢٨، حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٣٥٨). (٣) وحجة من كسر أنه جعله من "أنزف ينزف" إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابُه، فالمعنى: ولا هُم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفدُ شراب الدنيا، فالمعنى الأول مِن نَفاد العقل، والثاني مِن نَفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب، لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: لا تَغتال عقولهم فتُذهبها، فلو حُمل {يُنْزَفُونَ} على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحَمْلُه على معنيين أَولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر، قال ابن الجزري: زا ينزفوا اكسر (شفا) الاخرى (كفا) (٤) سبق بيانه في أول السورة.