للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينهما ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا} [٥٣] {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} [٥٣] قرأ ابن عامر، وأبو جعفر: بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وقرأ نافع، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، والباقون بالاستفهام في الأول والثاني، وسهل الثانية في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقهما وأدخل بينهما ألفًا في الاستفهام: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام، بخلاف عنه (١).

وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: {مِتْنَا} بكسر الميم (٢)، والباقون بالضم (٣).


(١) سبق قريبًا.
(٢) هذه قاعدة مطردة: أن لفظ {مُتُّمْ} في آل عمران قرأه بالكسر: نافع وحمزة والكسائي وخلف البزار، والباقون بالضم، وما عدا سورة آل عمران فقرأه رمز "صحب" وهم حفص وحمزة والكسائي وخلف بالضم وغيرهم بالكسر، وحجة من قرأ "مِتم" بالكسر له حجتان إحداهما ذكرها الخليل قال: يقال مت تموت ودمت تدوم فعل يفعل مثل فضل يفضل قال الشاعر:
وما مر من عيشي ذكرت وما فضل
وكان الأصل عنده موت على فعل ثم استقل الكسرة على الواو فنقلت إلى الميم فصارت موت ثم حذفت الواو لما اتصلت بها تاء المتكلم لاجتماع الساكنين فصارت مت فهذا في المعتل وفضل يفضل في الصحيح والثانية قال الفراء: مت مأخوذة من يمات على فعل يفعل مثل سمع يسمع وكان الأصل يموت ثم نقلوا فتحة الواو إلى الميم وقلبوا الواو ألفًا لانفتاح ما قبلها فصارت يمات إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل، والعرب قد تستعمل الكلمة بلفظ ما ولا نقيس ما تصرف منها على ذلك القياس من ذلك قولهم: رأيت همزته في الماضي، ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا: ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات. قال ابن الجزري:
اكسر ضمًا هنا
في متم (شفا) (أ) رى وحيث جا … (صحب) أتى
(حجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٧٨، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٣٠، الهادي ٢/ ١٢٢).
(٣) حجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون، ولا يقال كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ} {وَيَوْمَ أَمُوتُ}، ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجيء فعل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل =

<<  <  ج: ص:  >  >>