للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقف حمزة - سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {لَوْ شَاءَ رَبُّنَا} [١٤] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة وهشام - أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر (١).

قوله تعالى: {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [١٦] قرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر، وخلف: بكسر الحاء (٢)، والباقون بإسكانها (٣)، وأمال أبو الحارث الألف بعد السين بخلاف عنه (٤). والباقون بغير إمالة.

قوله تعالى: {إِلَى النَّارِ فَهُمْ} [١٩] قرأ نافع، ويعقوب: بالنون مفتوحة، وضم الشين، ونصب الهمزة بعد الدال (٥) والباقون بالياء التحتية مضمومة وفتح


(١) انظر الهامش السابق.
(٢) قال ابن الجزري:
نحسات اسكن كسره (حقًّا) (أ) با
وحجة من كسر أنه حمله على معنى النسب، كأنه في التقدير، ذوات نحوس، فهو أيضًا صفة من باب فَرِق وبَرِق، فقياسه أن يكون على "فَعِل يَفعَل" وإن لم يستحمل، كما قالوا: "شديد"، فاستعمل على أنه من "شدّد" ولم يستحمل شذ، استغنوا عنه بـ "اشتد" ولكنه على التوهُّم أنه قد استعمل، ومثله "فقير" ولم يستعمل "فقر" استغنوا عنه بـ "افتقر". فـ "نحسات" بالكسر أتى على تَوهُّم استعمال "نحس" وإن لم يستعمل، وقد قالوا: النحس، جعلوه اسمًا غير صفة، كما قال تعالى ذكره: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} [القمر: ١٩] فأضاف "اليوم" إليه، فدلت الإضافة على أنه اسم، إذ لو كان صفة ما أضاف "اليوم" إليه، فدلت الإضافة على أنه اسم، إذ لو كان صفة ما أضاف إليه "اليوم"، لأن الصفة لا يضاف إليها الموصوف، و"النحسات" الشديدة البرد، وقيل: هي المشؤومة عليهم، فيكون معنى يوم نحس "يوم شؤم".
(٣) وحجة من أسكن أنه جعله صفة، وأصله الفتح، كالعبَلات والصَعَبات، ولكن أسكن استخفافًا لثقل الصفة، كما يقال: العَبْلات، ويجوز أن يكون أراد الكسر فأسكن استخفافًا (النشر ٢/ ٣٦٦، المبسوط ص ٣٩٣، شرح طيبة النشر ٥/ ٢١٠، الغاية ص ٢٥٥، التيسير ص ١٩٣، السبعة ص ٥٧٦، إعراب القرآن ٣/ ٢٩، زاد المسير ٧/ ٢٤٨، تفسير غريب القرآن ٣٨٨، تفسير النسفي ٤/ ٩١).
(٤) وهذه انفرادة عن أبي الحارث لا يقرأ بها.
(٥) وحجة من قرأ بالنون ونصب "الأعداء" على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، ردَّهُ على قوله: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا} "١٨" فعطف مخبرًا عن نفسه على مخبر عن نفسه، وهو هو، فذلك أحسن في مطابقة الكلام وبناء آخره على أوله، ونصَبَ "الأعداء" بوقوع الفعل عليهم، وهو "نحشر". قال ابن الجزري:
ويحشر النون وسم (ا) تل (ظـ) با =

<<  <  ج: ص:  >  >>