للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشين وضم الهمزة.

قوله تعالى: {مَا جَاءُوهَا} [٢٠] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بفيلة الألف بعد الجيم، والباقون بالفتح.

وإذا وقف حمزة سهَّل الهمزة مع المد والقصر، وله - أيضًا - إبدالها واوًا خالصة مع المد والقصر (١).

قول تعالى: {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} [٢٥] {عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} [٣٠] قرأ أبو عمرو - في الوصل -: بكسر الهاء والميم، وقرأ حمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف: بضم الهاء والميم، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم (٢).


= أعداء من غيرهما
(النشر ٢/ ٣٦٦، المبسوط ص ٣٩٣، شرح طيبة النشر ٥/ ٢١١، الغاية ص ٢٥٥.
(١) انظر قوله {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ}.
(٢) اعلم أن الأصل في {عَلَيْهُمْ} بضم الهاء والميم والواو التي بعد الميم، والدليل على ذلك أن هذه الهاء للمذكر تضم وتشبع ضمتها فيتولد منها الواو نحو ضربته وإذا فتحت كانت للمؤنث نحو رأيتها وهذه أيضًا لأن فتحت فأصلها الضم بدلالة قولك للاثنين رأينهما وللجماعة رأيتهن وعلامة الجمع في المذكر إلى هذه الهاء هي الميم المضمومة التي بعدها واو كما هي في قولكم ضربتكم وأصله ضربتكمو، يتبين لك ذلك إذا اتصل به مضمر آخر ترد معه الواو نحو ضربتكموه ولا تقول ضربتكمه ومنه قول الله عز وجل {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} فهذا مما يبين لك أن الأصل عليهمو بضمتين وواو، وحجة من قرأ {عَلَيْهُمْ} بضم الهاء وسكون الميم أن أصلها الضم فأجري على أصل حركتها وطلب الخفة لحذف الواو والضمة فأتى بأصل هو ضم الهاء وترك أصلًا هو إثبات الواو وضم الميم، وأما من قرأ {عَلَيْهُمْ} فإنه استثقل ضمة الهاء بعد الباء فكسر الهاء لتكون الهاء محمولة على الياء التي قبلها والميم مضمومة للواو التي بعدها فحمل كُلُّ حرف على ما يليه وهو أقرب إليه، وحجة الباقين أن الهاء إذا وقعت بعد ياء أو كسرة كسرت نحو به وإليه وعليه، وإنما اختير الكسر على الضم الذي هو الأصل لاستثقال الضمة بعد الكسرة ألا ترى أنه قد رفض في أصل البناء فلم يجئ بناء على فعل مضمومة العين بعد كسر الفاء، وأما حذف الواو: فلأن الميم استغني بها عن الواو والواو أيضًا تنقل على ألسنتهم فإذا لقيت الميم ألف ولام فإنهم مختلفون مثل {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} و {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم وقرأ حمزة والكسائى بضمهما وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإنما كسروا الهاء لمجاورة الياء والكسرة وإنما رفعوا الميم لأنهم لما احتاجوا إلى تحريكها من أجل الساكن الذي لقيته رد عليها الحركة التي كانت لها في الأصل وهي الضم لأن أصل الميم الضم وقد بنيناه فيما تقدم. وأما أبو عمرو فإنه لما غير الهاء من أصلها كراهية الثقل فعل ذلك في الميم حين أراد تحريكها للساكن بعدما فاتبع الميم كسر ما قبلها كراهية أن يخرج من كسر إلى ضم فأتبع الكسر الكسر ليؤلف بين الحركات =

<<  <  ج: ص:  >  >>