للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {سَوَاءً مَحْيَاهُم} [٢١] قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: بالنصب (١).

والباقون بالرفع (٢)، وأمال {مَحْيَاهُمْ} [٢١] محضة: الكسائي، وعن نافع الفتح وبين اللفظين (٣)، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ} [٢٣] قرأ نافع، وأبو جعفر: بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا وأسقطها الكسائي (٤) والباقون بتحقيقها، وإذا


(١) وحجة من نصب أنه جعله مصدرًا علم فيه {جَعَلْنَاهُ} كأنه قال: سوّينا فيه بين الناس سواء، وارتفع العاكف بـ {سَوَاءً}، كأنه قال: مستويًا فيه العاكف. فهو مصدر في معنى اسم الفاعل، كما قالوا: رجل عَدْلٌ أي: عادل. وعلى هذا أجازوا: مررت برجل سواء درهمه، أي مستويًا درهمه. ويجوز أن يكون {سَوَاءً} انتصب على الحال. وإذا نصبته على الحال جعلته حالًا من المضمر، في قوله: {لِلنَّاسِ} المرتفع بالظرف. ويكون الظرف عاملًا في الحال؛ لأنَّه هو العامل في المضمر الذي هو صاحب الحال، أو يكون حالًا من الهاء في {جَعَلْنَاهُ} ويكون العامل في الحال "جعلنا" كما عملت في الهاء التي هي صاحب الحال. قال ابن الجزري:
سوءات انصب رفع (عـ) ـلم الجاثية صحب
(النشر ٢/ ٣٢٦، شرح طيبة النشر ٥/ ٦٧، المبسوط ص ٣٠٦، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١١٨).
(٢) وحجة من رفع أنه جعله خبرًا لـ "العاكف" مقدّمًا عليه. والتقدير: العاكف والباد سواء فيه، أي ليس أحدهما أحق به من الآخر (النشر ٢/ ٣٢٦، شرح طيبة النشر ٥/ ٦٧، المبسوط ص ٣٠٦، الكشف من وجوه القراءات ٢/ ١١٨، تفسير الطبرى ٦/ ٤٨٦، ومعاني القرآن ٢/ ٢٢١، وإيضاح الوقف والابتداء ٧٨٣، والتيسير ١٥٧، وزاد المسير ٥/ ٤١٩).
(٣) هي رواية ورش من طريق الأزرق منه فعنه.
(٤) قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتَ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ} {أَرَأَيْتَكُمْ} {أَرَأَيْتَ} {أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين وهو أحد الوجهين في الشاطبية والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أرأيت} وكذا {أءنت} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو صواف الآية ٣٦ لوجود الإدغام.
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٧٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>