للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ١٠٥] قرأ خلف - عن حمزة - بإدغام النون في الياء بغير غنة، والباقون بالغنة. وإذا وقف حمزة وهشام على "يشاء" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر (١). ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والروم.

قوله تعالى: {* مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: ١٠٦] قرأ ابن عامر بضم النون الأولى وكسر السين بخلاف عن هشام (٢). والباقون بفتح النون الأولى والسين (٣).

قوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: ١٠٦] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح النون الأولى، وفتح السين، وبعد السين همزة ساكنة (٤)، ولم يبدلها أبو عمرو.

وقرأ الباقون بضم النون الأولى وكسر السين، ولا همزة بعدها (٥).


= ٤/ ٤٧، النشر ٢/ ٢١٨، المهذب ص ٦٤، التبصرة ص ٤٢٥، زاد المسير ١/ ١١٤).
(١) فيصير النطق {مَن يَشَاا}.
(٢) قال ابن الجزري:
ننسخ ضم واكسر (مـ) ـن (لـ) ـسن … خلف
احتج ابن عامر لذلك بأن المعنى "ما ننسخك يا محمد" ثم حذف المفعول من النسخ ومعناه: ما آمرك بنسخها؛ أي بتركها، تقول: نسخت الكتاب وأنسخت غيري؛ أي حملته على النسخ، وهذا منه غير معروف فلا يجوز أن يكون أنسخت؛ بمعنى نسخت؛ إذ لم يسمع ذلك ولا يجوز أن تكون الهمزة للتعدي؛ لأن المعنى يتغير، ويصير المعنى: ما نسختك يا محمد من آية، وإنساخه إياها إنزالها عليه، فيصير المعنى: ما ننزل عليك من آية أو ننسخها نأت بخير منها، (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٥٧، النشر ٢/ ٢١٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٥٥، التيسير ص ٧٦، السبعة ص ١٦٨، المبسوط ص ١٣٤، ابن القاصح ص ١٥٥).
(٣) وبه قرأ الداجوني عن أصحابه عن هشام، و {نَنْسَخْ} مضارع نسخ (انظر إتحاف فضلاء البشر ص ١٤٥، والنشر ٢/ ٢٢٠).
(٤) فيصير النطق {أو نَنْسَأْها} أي نؤخر حكمها، واحتج من قرأ بذلك؛ بأن ذلك من التأخير، فتأويله: ما ننسخ من آية فنبدل حكمها أو نؤخر تبديل حكمها فلا نبطله؛ نأت بخير منها ويكون المعنى: ما نرفع من آية أو نؤخرها فلا نرفعها، قال ابن الجزري:
كننسها بلا همز كفي … عدم ظبي
(شرح طيبة النشر ٤/ ٥٧، إتحاف فضلاء البشر ص ١٤٥، النشر ٢/ ٢٢٠، حجة القراءات ص ١٠٩).
(٥) وهي بمعنى الترك؛ أي نترك إنزالها، قال ابن عباس: {أو نُنْسِهَا} أو نتركها فلا نبدلها (إتحاف فضلاء البشر ص ١٤٥، حجة القراءات ص ١١٠، النشر ٢/ ٢٢٠، شرح طيبة النشر ٤/ ٥٦، الغاية ص ١٠٥، التيسير ص ٧٦، السبعة ص ٧٦، المبسوط ص ١٣٤، الإقناع ٢/ ٦٠١، والتبصرة ص ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>