للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَلِيُوَفِّيَهُمْ} [١٩] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وهشام - بخلاف عنه (١) - وعاصم، ويعقوب بالياء التحتية، والباقون بالنون (٢).

قوله تعالى {أَذْهَبْتُمْ} [٢٠]، قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بهمزتين مفتوحتين؛ على الاستفهام، وسهل الثانية منهما: ابن كثير، وأبو جعفر، ورويس، وهشام - بخلاف عنه - وحققهما ابن ذكوان، وروح، وهشام - بخلاف عنه (٣) - وأدخل بينهما ألفًا: أبو جعفر، وهشام، والباقون ممن شفع بغير إدخال (٤)،


= الأسباب} فقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم وقرأ حمزة والكسائي بضمهما وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم، وإنما كسروا الهاء لمجاورة الياء والكسرة، وإنما رفعوا الميم لأنهم لما احتاجوا إلى تحريكها من أجل الساكن الذي لقيته رد عليها الحركة التي كانت لها في الأصل وهي الضم؛ لأن أصل الميم الضم وقد بيناه فيما تقدم، وأما أبو عمرو فإنه لما غير الهاء عن أصلها كراهية الثقل فعل ذلك في الميم حين أراد تحريكها للساكن بعدها فأتبع الميم كسر ما قبلها كراهية أن يخرج من كسر إلى ضم فأتبع الكسر الكسر ليؤلف بين الحركات عند حاجته إلى تحريك الميم، وحجة من ضم الهاء والميم هي أن الميم لما احتيج إلى تحريكها من أجل الساكن رد عليها الحركة التى كانت في الأصل وهي الضم فلما انضمت الميم غلبت على الهاء وأخرجتها في حيز ما قبلها من الكسر فرجعت الهاء إلى أصلها (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ٨١).
(١) فروى الحلواني عنه القراءة بالياء، وروى الداجوني عن أصحابه عنه بالنون، وحجة من قرأ بياء أنه حمله على لفظ الغيبة والأخبار عن الله جلّ ذكره في قوله: {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} "١٧"، وقوله: {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقُّ}. قال ابن الجزري:
و (نـ) ـل (حق) (لـ) ـما … خلف نوفيهم اليا
(شرح طيبة النشر ٦/ ٥، النشر ٢/ ٣٧٣، المبسوط ص ٤٠٦، السبعة ص ٥٩٨، التيسير ص ١٩٩، الغاية ص ٦١).
(٢) وحجة من قرأ بالنون أنه أجراه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، وقد تقدّم له نظائر (شرح طيبة النشر ٦/ ٥، النشر ٢/ ٣٧٣، المبسوط ص ٤٠٦، السبعة ص ٥٩٨، التيسير ص ١٩٩، الغاية ص ٢٦١، زاد المسير ٧/ ٣٨٢، وتفسير النسفي ٤/ ١٤٤).
(٣) وحجة من حقّق أنه أتى على الأصل كما في {أأنذرتهم} {أأقررتم} وشبهه. فمِن أصل ابن ذكوان أن يحقّق الهمزتين المفتوحتين من كلمة، نحو {أَأَنْتَ قُلْتَ}، و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} فجرى في هذا الموضع على أصله فحقق الهمزتين.
(٤) وكل على أصله في المد؛ إلا أن الداجوني عن هشام من طريق النهرواني يسهل ولا يفصل. قال ابن الجزري:
أذهبتم (ا) تل (حـ) ـز (كـ) ـفا … و (د) ن (ثـ) ـنا
(شرح طيبة النشر ٢/ ٢٢٨، النشر ١/ ٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>