للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} [الواقعة: ٦٢] قرأ حمزة والكسائي، حفص، وخلف بتخفيف الذال (١).

والباقون بالتشديد (٢).

قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة: ٦٥] قرأ البزي - بخلف عنه - بتشديد التاء قبل الفاء (٣)،


= فيه: ثم الله ينشى الأموال، فينشؤون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} [آل عمران: ٣٧]، ومثل قوله: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨] ومثل قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: ١٧]
(شرح طيبة النشر ٥/ ١٢٦، النشر ٢/ ٣٤٣، المبسوط ص ٢٤٣، السبعة ص ٤٩٨ حجة القراءات ص ٥٥٠، التيسير ص ١٧٣، الغاية ص ٢٣١، زاد المسير ٦/ ٢٦٥).
(١) قرأ المشار إليهم بتخفيف لفظ {تَذْكُرون} المضارع المرسوم بتاء واحدة حيث وقع، قال ابن الجزري:
تذكرون (صحب) خففا كلًّا
(شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٧، النشر ٢/ ٢٦٦، المبسوط ص ٢٠٤).
(٢) ووجه التشديد: أن أصله تتذكرون بتاء المضارعة وتاء التفعيل، ومعناه هنا حصول الفعل بالتراخي والتكرار فخفف بإدغام التاء (شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٧، النشر ٢/ ٢٦٦، المبسوط ص ٢٠٤).
(٣) اختلف في تشديد تاء الفعل والتفعل الواقعة في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى ولم ترسم خطًّا وذلك في إحدى وثلاثين تاء أولها هنا في قوله {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} فقرأ البزي من طريقيه بتشديد التاء من هذه المواضع كلها حال الوصل مع المد المشبع لالتقاء الساكنين إلا الفحام والطبري والحمامي؛ فإن الثلاثة رووا عن أبي ربيعة عن البزي تخفيفها في المواضع كلها، واتفق أبو جعفر مع البزى في تشديد تاء {لَا تَنَاصَرُونَ} بالصافات، واتفق رويس مع البزي في تشديد {نَارًا تَلَظَّى}، قال ابن الجزري:
في الوصل تا تيمموا … اشدد تلقف تَلَةَ لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا تعاونوا تنابزوا … وهل تربصون مع تميزوا
تبرج إذ تلقوا التجسسا … وفتفرَّق توفَّى في النسا
تنزَّل الأربع أن تبدلا … تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور ولامتحان لا … تكلَّم البزي تلظى (هـ) ـب (عـ) ـلا
تناصروا (ثـ) ـق (هـ) ـد وفي الكل اختلف … له وبعد كنتم ظلتم وصف
وعلة من شدد: أنه أحال على الأصل لأن الأصل في جميعها تاءات، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط في جميعها؛ إذ ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التائين في الأخرى، وحسن له ذلك، وجاز اتصال المدغم بما قبله، فإن ابتدأ بالتاء لم يزد شيئًا، وخفف كالجماعة؛ لئلا يخالف الخط، ولم يمكنه الإدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم؛ لأن أوله ساكن والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء (شرح طيبة النشر ٤/ ١٢١، ١٢٢، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣١٤، النشر ٢/ ٢٣٢، التيسير ص ٨٣، ٨٤، التبصرة ص ٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>