وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله على وزن" يُفْتعون" مشتقًا مِن النَّجوى، وهو السّر، وأصله "ينتجيون" على وزن "يفتعِلون" ثم أُعل على الأصول بأن أُلقيت حركة الباء على الجيم استقالًا لياء مضمومة، قبلها متحرّك، ثم حُذفت الياء لسكونها، وسكون الواو بعدها (شرح طيبة النشر ٦/ ٤٥، النشر ٢/ ٣٨٥، المبسوط ص ٤٣١، التيسير ص ٢٠٩، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣١٤). (١) وحجة من قرأ بألف ونون بعد التاء أنه جعله مستقبل "تناجى القوم يتناجون"، وأصله "يتناجيون" على وزن "يفاعلون" مثل "يتضاربون"، فلمّا تحركت الياء، وانفتح ما قبلها، قُلبت ألفًا، ثم حُذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وبقيت فتحةُ الجيم على حالها لتدلّ على الألف المحذوفة، ولولا ذلك لكانت مضمومة، لأن واو الجمع حقُّ ما قبلها أن يكون مضمومًا، لكن بقيت الجيم مفتوحة، يدلّ على الألف المحذوفة، ولو ضُمت لم يبق ما يدل على الألف، وهو أيضًا من النجوى السّر، والنجوى مصدر كالدَّعرى والعَدوى والتَّقوى، ولذلك وقع الجمع، لأنه يدل على القليل والكثير، قال الله جلّ وعزّ: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإِسراء: ٤٧]، أي: ذوو نجوى، أي: ذوو سرّ، ومثله قوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} [النساء: ١١٤]، وقوله: {ما يكون من نجواهم} [النساء: ١٤]، وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} [المجادلة: ٧]، أي: من سرّ ثلاثة، وكلُّه أتى مفرد اللفظ، والمعنى فيه الجمع (شرح طيبة النشر ٦/ ٤٥، النشر ٢/ ٣٨٥، المبسوط ص ٤٣١، التيسير ص ٢٠٩، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣١٤، زاد المسير ٨/ ١٩٠، وتفسير النسفي ٤/ ٢٣٣). (٢) سبق قريبًا. (٣) وهذه قاعدة مطردة أن نافعًا يقرأ لفظ يحزن في كل القرآن بضم الياء وكسر الزاي ما عدا سورة الأنبياء فلا يقرأ في سورة الأنبياء إلا أبو جعفر، قال ابن الجزري: يحزن في الكل اضمما … مع كسر ضم أم الأنبيا ثما وحجة نافع قول العرب هذا أمر محزن. (الهادي ٢/ ١٢٩، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ١٨١).