للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} [١١] قرأ نافع، وأبو جعفر بالرفع (١).

والباقون بالنَّصب (٢).

قوله تعالى: {فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} - {فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} [النساء: ١١] قرأ حمزة، والكسائي في الوصل بكسر الهمزة (٣). والباقون بالضم (٤).


(١) قال ابن الجزري:
واحدة رفع ثرا الأخرى مدا
وحجة من رفع أنه جعل "كان" تامة بمعنى: حدث ووقع، ويقوي ذلك أنه لما كان القضاء في إرث الواحدة لافي نفسها، وجب أن يكون التقدير: فإن وقع أو حدث إرث واحدة، أو حكم واحدة، ونحوه، وقد كان يلزم الرفع في "نساء" في قوله: {فإن كن نساء} إلا أنه جمع بين المذهبين والمعنيين، فأضمر الاسم مع "نساء" وترك الإضمار مع واحدة، والقياس واحد.
(٢) وحجة من نُصِبَ أنه جعل "كان" هي الناقصة التي تحتاج إلى خبر الداخلة على الابتداء والخبر، فأضمر اسمها فيها، ونصب "واحدة" على الخبر، ووفق في ذلك بين آخر الكلام وأوله، ألا ترى أن أوله {فإن كن نساء} فنصب، وأضمر في "كان" اسمها، فلما أجمع على النصب في {نساء} أجرى {واحدة} على ذلك، لأن الآخر قسيم الأول، فجرى على لفظه وحكمه، لأنَّهُ تعالى ذكر جماعة البنات وحكمهن في ميراثهن، ثم ذكر حكم الواحدة في ميراثها، فجرت الواحدة في الإعراب مجرى الجماعة، لأن قبل كل واحد منهما "كان"، والتَّقديرُ: فإن كان المتروكات نساء، وإن كانت المتروكة واحدة. وإن أضمرت الوارثاث والوارثة فالمعنى واحد، والنصب الاختيار، ليتألف آخر الكلام بأوله، وعليه جماعة القراء (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٧٨، زاد المسير ٢/ ٢٦، تفسير ابن كثير ١/ ٤٥٨، وتفسير النسفي ١/ ٢١٠).
(٣) قال ابن الجزري:
لأمه في أم أمها كسر … ضمًا لدى الوصل رضى كذا الزمر
والنحل نور النجم والميم تبع … فاش
وحجة من كسر الهمزة: أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء الى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف؛ لأنَّهُ إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله؛ لأنَّهُ أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما تبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه الى الضم، الذي هو أصله؛ إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في {عليهم} و {بهم} فأتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام الحرب يستعمل كثيرًا. (إتحاف فضلاء البشر ١/ ٢٣٦ والكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٧٩).
(٤) وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا =

<<  <  ج: ص:  >  >>