للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بخلاف عنهما - بإدغام التاء في السين (١). والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ} [١٢٢] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف عنه - بإشمام الصاد، أي: كالزاي (٢).

قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ} [١٢٣] قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء (٣).

والباقون بالتّشديد فيهما.

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [١٢٤] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وأبو بكر، وروح بضم الياء، وفتح الخاء (٤).


(١) تدغم التاء في العشرة الأحرف التي تدغم فيها الدال وفي الطاء أيضًا، فيصبح للتاء أحد عشر حرفًا، إلا أن إدغام التاء في التاء من باب المثلين، وليس من باب المتجانسين، أو المتقاربين، فإذا أسقطنا من جملة العدد التاء أصبحت الحروف التي تدغم التاء فيها عشرة أحرف، وهي: السين، والذال، والضاد، والشين، والثاء، والظاء، والزاي، والصاد، والجيم، والطاء. ووجه الإدغام من أجل التقارب الذي بين الحرفين وقوة الكسرة، قال ابن الجزري:
والتاء في العشر وفي الطا ثبتا
(الهادي ١/ ١٤٢).
(٢) سبق بيان حكم القراءة ووجهها قبل صفحات قليلة بما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين (وانظر: (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٤٤، التيسير ص ٩٧، إبراز المعاني ص ٤١٩).
(٣) يقرأ أبو جعفر باب الأماني وهو {إِلَّا أَمَانِيَّ} و {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} و {فِي أُمْنِيَّتِهِ} بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمجرورة من ذلك بقاء المنصوبة على إعرابها قبل التخفيف وهو على كسر الهاء من {أمانهم} لكونها بعد ياء ساكنة. والأماني جمع أمنية، وهي أفعولة أصلها "أمنوية" اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وهي من منى إذا قدر، لأن المتمني يقدر في نفسه التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي أقلبت فيه ياء، فوجه القراءة التخفيف، جمعه على أفاعل ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد، قال ابن الجزري:
أمنية والرفع والجر اسكنا باب الأماني خففا … (ثـ) ـبت خطيئاته جمع (إ) ذـ (ثـ) ـنا
(المبسوط ص ١٣١، الغاية ص ١٠٣، شرح طيبة النشر ٤/ ٤٢، البشر ٢/ ٢١٧، إتحاف فضلاء البشر ص ١٣٩).
(٤) اختلف القراء في {يَدْخُلُونَ} في خمسة مواضع وهي: سورة النساء ١٢٤، وسورة مريم ٦٠، والموضع الأول والثاني في غافر ٦٠، وسورة فاطر ٣٣؛ فقرأ ابن كثير وأبو جعفر {يَدْخُلُونَ} في سورة النساء،=

<<  <  ج: ص:  >  >>