للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {أَنْ يُصْلِحَا} [١٢٨] غلّظ ورش هذه اللام، بخلاف عنه (١).

وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بضم الياء التحتيّة وإسكان الصاد، وكسر اللام بعدها (٢).

وقرأ الباقون بفتح الياء التحتية، وبتشديد الضاد مفتوحة، وبعدها ألف، وفتح اللام (٣).

قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ} [١٣٠] الوقف على "يُغْنِ" بغير ياء، وكذا في الوصل؛ لحذفها في المرسوم (٤).

قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [١٣٣] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ألفًا وقفًا


= ............... والثلاثي فضلا … في خاف طاب ضاق حاق زاغ
(البشر ٢/ ٥٩، التيسير ص ٥٠، التبصرة ص ٣٧٣، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج ١/ ص ٢٣٠، الغاية ص ٩٥).
(١) هو ورش من طريق الأزرق فقط، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء.
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٢٧، والمهذب ص: ٤٦).
(٢) وحجتهم في ذلك أن العرب إذا جاءت مع الصلح ببين قالت: أصلح القوم بينهم وأصلح الرجلان بينهما قال الله جلّ وعز {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} وإذا لم تأت ببين قالوا: تصالح القوم وتصالح الرجلان ففي مجيء {بَيْنَهُمَا} مع قوله {أَنْ يُصْلِحَا} دليل واضح على صحة ما قلنا وأخرى لو كان الصواب يصالحا لجاء المصدر على لفظ الفعل فقيل تصالحًا لا صلحًا فلما جيء بالمصدر على عشر بناء الفعل دل ذلك على أنه صدر على غير هذا الله.
(٣) قال ابن الجزري:
يصلحا كوف لدا … يصالحا
وحجة من قرأ بضم الياء أنهم جعلوه مستقبل "أصلح" لأن الإصلاح من المصلح بين المتنازعين مستعمل، قال الله: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (الحجرات ١٠)، وقال: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال ١٩)، وقال: {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء ١١٤) وقال: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (البقرة ١٨٢)، وإتيان {صلح} بعده ليس على المصدر، إنما هو اسم كالعطاء، فهو نصب بـ {يصلحا} نصب المفعول، كما تقول: أصلحت ثوبًا، ويجوز أن تنصب على مصدر فعل ثلاثي مضمر، على تقدير: أن {يصلحا} فيصلح ما بينهما صلحًا (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٩٨).
(٤) وذلك لأن الفعل محذوف النون.

<<  <  ج: ص:  >  >>