للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ} [١٤٦] رسمت هذه التاء بغير ياء بعدها؛ فوقف عليها موافقًا للرسم، إلا عن يعقوب؛ فإنه يقف بالياء (١).

قوله تعالى: {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ} [١٥٢] قرأ حفص بالياء (٢).

والباقون بالنون (٣). وقرأ يعقوب بضم الهاء. والباقون بالكسر. وأبدل الهمزة واوًا: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو - بخلاف عنه - وحمزة في الوف دون الوصل.

قوله تعالى: {أَنْ تُنَزِّلَ} [١٥٣] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب بإسكان النون، وتخفيف الزاي (٤).


(١) فيصير النطق {يُؤْتِي} قال ابن الجزري في البشر ٢/ ٢٣٥: ويعقوب على أصله في الوقف على الياء كما نص عليه غير واحد، وقد وقف يعقوب الياء في الوقف في سبعة عشر موضعًا {يُرِدْني، يؤتِي، يقضي، تغني، الوادِي، صَالِي، الجوارِي، ينادِي} حيث وردت، قال ابن الجزري:
يردن يؤت يقض يغن الواد … صال الجوار اخشون ننج هاد
(شرح طيبة النشر ٢/ ٢٥١).
(٢) قال ابن الجزري:
نؤتيهم الياء عرك
وحجة من قرأ بالياء: أي فسوف يؤتيه الله، وحجتهما أنه قرب من ذكر الله وهو قوله {مَرْضَاتِ اللَّهِ} فجعلا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد، (شرح طيبة النشر ٤/ ٢٢١، السبعة ص ٢٤٠).
(٣) وحجتهم في ذلك قوله {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ٢١٢).
(٤) خفف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب زاي {تنزل} بعد إسكان نون المضارع بغير الهمز المضموم الأول المبني للفاعل أو المفعول حيث جاء في القرآن الكريم إلا ما خص مفصلًا نحو: {أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ} أو {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ} و {نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ} فخرج بالمضارع الماضي نحو {ما نزَّل الله} وبغير الهمز نحو: {سَأُنْزِلُ} وبالمضموم الأول نحو {وما ينزل من السماء} وأجمعوا على التشديد في قوله {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} وانفرد ابن كثير بتخفيف الزاى في {يُنَزِّلَ آيَةً} وقرأ يعقوب {والله أعلم بما يُنَزِّلُ} بالنحل مشددًا، وقرأ ابن كثير {يُنزِلُ} و {تُنْزِلُ} و {نُنْزِلُ} بالتخفيف في جميع القرآن إلا في سورة الإسراء ٨٢ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} والإسراء ٩٣ {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} فإنه يشددهما قال ابن الجزري:
… ينزل كلّا خف (حق) … لا الحجر والأنعام أن ينزل دق
(انظر: المبسوط ص ١٣٢، ١٣٣، النشر ٢/ ٢١٨، الغاية ص ١٠٤، شرح طيبة النشر ٤/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>