للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبدالها ألفًا مع المد والقصر.

قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [١٠٩] قرأ عمرو بإسكان الراء، وروي عنه - أيضًا - اختلاف ضمة الراء، والباقون بالضمة الكاملة.

قوله تعالى: {أَنَّهَا إِذَا} [١٠٩] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وخلف بكسر الهمزة من "إِنّهَا"، وعن شعبة: الكسر والفتح (١). والباقون بالفتح (٢).

قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ} [١٠٩] قرأ أبو عمرو وابن عامر، وحمزة بتاء الخطاب (٣).


(١) قال ابن الجزري:
وإنها افتح (عـ) ـن (رضى) عم (صـ) ـدا خلف
قال اليزيدي: الخبر متناه عند قوله: (وما يشعركم) أي ما يدريكم، ثم ابتدأ الخبر عنهم إنهم لا يؤمنون إذا جاءتهم وكسروا الألف على الاستئناف قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله: (وما يشعركم أنها إذا جاءت) ما منعها أن تكون كقولك: وما يدريك أنه لا يفعل فقال: لا يحسن ذلك في هذا الموضع إنما قال: (وما يشعركم) ثم ابتدأ فأوجب فقال: (أنها إذا جاءت لا يؤمنون) لو قال: وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون كان غذرًا لهم وحجتهم قوله بعدها: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة) إلى قوله (ما كانوا ليؤمنوا) فأوجب لهم الكفر وقالا: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) أي إن الآية إن جاءتهم لم يؤمنوا، (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ص ٢٦٥، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٦٨).
(٢) قال الخليل: إن معناها لعلها إذا جاءت لا يؤمنون قال: وهذا كقولهم إيت السوق أنك تشتري لنا شيئًا أي لعلك أنشد أبو عبيدة:
أريني جوادًا ماتَ هُزْلًا لأنَّنِي … أرى ما ترينَ أو بخيلًا مخلَّدا
يريد لعلني أرى ما ترين، يروى في التفسير أنهم اقترحوا الآيات {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} إلى قوله {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} فأنزل {قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} أي لعلها إذا جاءت لا يؤمنون على رجاء المؤمنين، وقال آخرون: بل المعنى وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون فتكون لا مؤكدة للجحد كما قال (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) بمعنى وحرام عليهم أن يرجعوا قال القراء: سأل الكفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم بالآية التي نزلت في الشعراء (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) وقال المؤمنون: يا رسول الله سل ربك أن ينزلها حتى يؤمنوا فأنزل الله (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) أي إذا جاءت يؤمنون ولا صلة كقوله (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) أي أن تسجد (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ص ٢٦٧، النشر ٢/ ٢٦١، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٦٩، المبسوط ص ٢٠٠، السبعة ص ٢٦٥).
(٣) قال ابن الجزري:
ويؤمنون خاطب (فـ) ـي (كـ) ـذا
ووجه الخطاب: مناسبة (وما يشعركم) على أن الخاطبين للمشركين.

<<  <  ج: ص:  >  >>