واضمم يضلوا مع يونس معا (كفى) والحجة لمن ضم أنه جعل الفعل متعديًا منهم إلى غيرهم فدل بالضم على أن ماضي الفعل على أربعة أحرف. (٢) وحجتهم في وصفهم بالإضلال أن الذين أخبر الله عنهم بذلك قد ثبت لهم أنهم ضالون بما تقدم من وصفه جل وعز إياهم بالكفر به قبل أن يصفهم بالإضلال، فلا معنى إذًا لوصفهم بالضلال وقد تقدم أنهم ضالون فكان وصفهم بأنهم يضلون الناس يأتي بفائدة غير ما تقدم من وصفهم في الكلام الأول فهم الآن ضالون بشركهم ويضلون غيرهم بما جاءوا به، جاء في التفسير أنها نزلت في قوم من المشركين قالوا للمسلمين تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله، قالوا: فإذا قرئ (ليضلون) بفتح الباء لم يكن في الكلام فائدة غير أنهم ضالون فقط وقد علم ضلالتهم بما تقدم من وصفهم فكأنه كرر كلامين ومعناه واحد (حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ص ٢٧٠، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٧٣، النشر ٢/ ٢٦٢، المبسوط ص ٢٥٢، السبعة ص ٢٦٧، التيسير ص ١٠٦). (٣) قرأ أبو جعفر (ميتة) و (الميتة) حيث وقع يالتشديد، وكذلك (ميتًا) المنكر المنصوب حيث وقع، ووافقه يعقوب ونافع في (ميتًا) بالأنعام، ورويس والمدنيان، في الحجرات، ووافقه بعض على تشديد بعض فاتفق نافع وأبو جعفر على تشديد (الأرض الميّتة) بيس، ووافقه نافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص في (ميت) المنكر المجرور، ووافقهم يعقوب الحضرمي في (الميت) المحلى بالألف واللام المنصوب وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة، وقد قيد (الميت) ببلد العاري من الهاء فخرج المتصل بها نحو (بلدة ميتًا) وقيد (الميتة) بالأرض؛ ليخرج (الميتة) بالنحل والمائدة، قال ابن الجزري: ............. وميتة … والميتة اشدد (ثـ) ـب والارض الميتة (مدا) وميتا (ثـ) ـق والانعام (ثـ) وى … إذ حجرات (غـ) ـث (مدا) و (ثـ) ـب (أ) وى (صحب بميت بلد والميت هم … والحضرمي والساكن الأول ضم والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، والميتة المؤنثة حقيقة، ويوصف به ما لا تحله حياة من الجماد مجازًا، قال البصريون أصله مَيوَت بوزن فيعل، وقلبت الواو ياء لاجتماعها، وسبق أحدهما بالسكون، وأدغمت الأولى للتماثل وهو بالسكون وتخفيف المشدد لغة فصيحة لاسيما في القليل المكسور، (شرح طيبة النشر ٤/ ٨١ - ٨٤).