للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ أبو عمرو، ويعقوب بضم الهاء من غير صلة، واختلف عن هشام، فقرأ بضم الهاء مع الصلة ومع عدم الصلة. وقرأ ابن كثير بضمها مع الصلة.

وقرأ عاصم، وحمزة بإسكان الهاء. وقرأ الباقون بكسر الهاء. واختلس الكسرة: قالون، وابن وردان، بخلاف عنه.

وكذا اختلف عن ابن ذكوان في الإشباع والاختلاس. والباقون بالإشباع، وهم: ورش، والكسائي، وخلف، وابن جماز (١).

قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِر} [١١٢] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بالحاء مشددة مع الفتح بعد السين، وبعد الحاء ألف على وزن "فَعّالِ" (٢)، وقرأ الباقون بألف بعد السين وكسر الحاء مخففة على وزن "فاعل" (٣).


(١) والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز، وثلاثة مع تركه. فأما التي مع تركه: فأولها: قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز. ثانيها: قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف في اختياره أرجهي بإشباع كسرة الهاء بلا همز. ثالثها: قراءة عاصم من غير طريق نفطويه وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز، وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها: قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز، الثانية: قراءة أي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز، الثالثة: قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز ولأبي بكر وجهان أيضًا: ترك الهمز مع إسكان الهاء والهمز مع اختلاس ضمتها ولابن وردان وجهان: ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة وهو حاجز غير حصين واعتراض أبي شامة رحمه الله تعالى على هذا الجواب متعقب (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٢٨٧).
(٢) يقرأ المذكورون بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد في كل القرآن إلا في الشعراء فإنه بالتشديد بالإجماع. قال ابن الجزري:
وسحار (شفا) … مع يونس في ساحر
فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير الفعل والإبلاغ في العمل والدلالة على أن ذلك ثابت لهم فيما مضى من الزمان كقولهم هو دخال خراج إذا كثر ذلك منه وعرف به.
(٣) والحجة لمن أثبت الألف وخفف أنه جعله اسمًا للفاعل مأخوذًا عن الفعل وكل ما أتى بعده عليم فهو ساحر إلا التي في الشعراء فإنها في السواد قبل الألف فلم يختلف فيها أنها سحار وما كان بعده مبين فهو سحر=

<<  <  ج: ص:  >  >>