للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا} [٣٢] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بإبدال الهمزة الثانية المفتوحة بعد المكسورة ياءً خالصة في الوصل (١). والباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى المكسورة أبدلاها ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ولهما - أيضًا - تسهيلها مع المد والقصر والرُّوْم معهما. وأبدل الهمزة الساكنة في الوصل ياءً: ورش، وأبو جعفر، وأبو عمرو، بخلاف عنه.

وإذا وقف على "أو" فكل القرَّاء يبتدئون بهمزة الوصل مكسورة، وتبدل بعدها الهمزة الساكنة ياءً.

قوله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ} [٣٤] إذا وقف حمزة عليها، قال الشيخ بدر الدين بن أم قاسم: في همزته الأولى ثلاثة أوجه:

التحقيق مع السكت، والتحقيق بغير سكت؛ من قوله:

........... وعنده … روى خلف في الوقف سكتًا مقللا

ونقل حركتها إلى الساكن؛ من قوله: (من الطويل).


= أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف، لكن اختُلِفَ عن هشام في {لقد ظلمك} فالإظهار له في الشاطبي كأصلها وفاقًا لجمهور المغاربة، وكثير من العراقيين، وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه، والإدغام له في المستنير وغيره وفاقًا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة. وأدغمها ورش في الضاد والظاء المعجمتين، وأظهرها عند الستة وأدغمها ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء المعجمات فقط، واختلف عنه في الزاي، فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه، والإدغام راوية الصوري عنه وبعض المغاربة عن الأخفش، قال ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال ادغم … قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك … له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا … ماض وخلفه بزاي وثقا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٤٠، التيسير ص ٤٥، البشر ٢/ ٥).
(١) وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي سكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فأن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٢٩، وشرح طيبة النشر للنويري ٢/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>