وأما همزته الثانية، فعلى القياس تسهَّل كالواو، ويجوز في الألفِ المدُّ والقصرُ؛ لأنَّه حرف مد قبل همز مغير، وعلى الرسم تبدل الهمزة واوًا؛ لأنها مرسومة بالواو في الأكثر، ويجوز في الألف قبلها المد والقصر؛ فهذه أربعة أوجه؛ في الهمزة الثانية وجهان على القياس، ووجهان على الرسم، فإذا ضربت أوجه الهمزة الأولى الثلاثة في أوجه الثانية الأربعة، صارت اثني عشر وجهًا، ويجوز في الهاء: الرُّوْم والإشمام عند من يجيز ذلك في هاء الكناية، فإذا ضربت وجوه الاثني عشر في ثلاثة الوقف - أعني: الإسكان، والرَّوْم، والإشمام -: صارت ستة وثلاثين وجهًا.
وأما أن فرغنا أن الهمزة لا صورة لها - كما قيل - فإن الهمزة تحذف، ويجوز في الألف قبلها المد، والقصر، والتوسُّط من باب من الطويل.
هذا إذا وقفنا بالإسكان، أو بالإشمام، فإن وقفنا بالروم، جاز المد والقصر، وامتنع التوسُّط: أما القصر: فظاهر، وأما المد: فإنه حرف مد قبل همز مغير؛ وذلك أن لمدها مقتفين: سكون الوقف، والهمز المحذوف، فلما فقد سكون الوقف بالروم على الهمز، بقي الهمز المغير، وهو أحد سبَبَي المد.
فهذه ثمانية أوجه إذا ضربت أوجه الهمزة الأولى في هذه الثمانية، صارت أربعة وعشرين وجهًا مضمومة إلى ستة وثلاثين وجهًا؛ فالمجموع: ستون، وقلت في ذلك: