للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالفتح. وإذا وقف حمزة وهشام على الأولى، أبدلاها حرف مد مع المد والتوسُّط والقصر.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} [٥٠] قرأ نافع، وأبو جعفر، بتسهيل الهمزة بعد الراء. وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وأسقطها الكسائي (١).

والباقون بالتحقيق (٢).

وورش على أصله في النقل، وحمزة على أصله من السكت وعدمه، والنقل في الوقف مع تسهيل الهمزة.

قوله تعالى: {آلْآنَ} [٥١] اتفق القرَّاء على همزة الوصل التي بين همزة الاستفهام وبين لام التعريف في البدل وفي التسهيل (٣) ونقل نافع، وأبو جعفر - بخلاف عنه - حركة


(١) إذا جاءت الهمزة مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في {أَرَأَيْتُ} حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو {أَرَأَيْتُمْ - أَرَأَيْتَكُمْ - أَرَأَيْتَ - أَفَرَأَيْتَ} واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدلها بعضهم عنه ألفًا خالصة مع إشباع المد للساكنين، وهو أحد الوجهين في الشاطبية، والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور، وهو الأقيس، وقرأ الكسائي يحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق، وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو {أَرَأَيْتُ} وكذا {أَأَنْتَ} تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، ولا وجود له في كلام عربي، وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو {صَوَافَّ} الآية ٣٦ لوجود الإدغام، قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا) … ها أنتم (جـ) از (مدا) أبدل (حـ) دا
بالخلف فيهما
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٧٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٧).
(٢) والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص: ٩١، وشرح طيبة النشر للنويري ٤/ ٩، والمبسوط في القراءات العشر ص: ١٢٦).
(٣) همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام تأتي على قسمين مفتوحة ومكسورة، فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام، وضرب اختلفوا فيه. فالمتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع: {آلذَّكَرَيْنِ} موضعي الأنعام الآية ١٤٣ - ١٤٤ {آلْآنَ} معًا بيونس الآية ٥١ - ٩١ {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} بها يونس الآية ٥٩ {آللَّهُ خَيْرٌ} بالنمل الآية ٥٩ فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل، فذهب كثير إلى إبدالها ألفًا خالصة مع المد للساكنين وجعلوه لازمًا، وعنهم من رآه جائزًا وهو في =

<<  <  ج: ص:  >  >>