للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ} [٥٢] قرأ هشام، وحمزة، والكسائي بإدغام لام "هَلْ" في التاء (١).

والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {* وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} [٣٥] قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الباء الموحدة. وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة ياء، أو سهلها، أو نقل حركتها إلى الباء (٢).


(١) اختُلِفَ في إدغام "بل" و "هل" في ثمانية أحرف، وقد ذكرنا حكمها بالتفصيل قبل ذلك، قال ابن الجزرى:
وبل وهل في تا وثا السين ادغم … وزاي طا ظا النون والضاد رسم
والسين مع تاء وثا قد واختلف … بالطاء عنه هل ترى الإدغام حف
وعن هشام غير نض يدغم عن … جلهم لا حرف رعد في الأتم
(النشر ٢/ ٧، شرح ابن القاصح ص ٩٧، التيسير ص ٤٣، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٤١، الهادي ١/ ٢٧١، السبعة ص ١٢٧، الغاية ص ٨١).
(٢) اعلم أن أقسام الهمز المتحرك بعد متحرك تسعة؛ لأنّه يكون مفتوحًا ومكسورًا ومضمومًا وقبله كذلك، ويكون أيضًا متوسطًا ومتطرفًا أما غير المفتوحة بعد كسر وبعد ضم؛ فإنها تسهّل بين بين، أي بينها وبين حركتها، كما هو مذهب سيبويه، ودخل في هذا سبع صور: المضمومة مطلقًا، والمفتوحة بعد فتح، ومثالها في المتوسط {رؤوس - رؤوف - لِيُطْفِئُوا - سأل بارئكم - يَطْمَئِنّ - سْأَلُهُمْ} أما المتطرفة: فإن وقف عليها بالروم سهلت كذلك، أو بالسكون أبدلت من جنس حركة ما قبلها نحو {بْدَأُ} {لَا مَلْجَأَ - إِنِ امْرُؤٌ - تفتوا - يُبْدِئُ - الْبَارِئُ - شَاطِئِ - لُؤْلُؤًا - نَبَأَ} ووجه التسهيل أنه قياس المتحركة بعد الحركة، ولما كان أحد مذهبي حمزة إتباع القانون التصريفي اقتضى ذلك أن التصريفيين إذا اختلفوا في شيء حسن ذكره تتميمًا للفائدة، وقد أشار ابن الجزري في طيبته إلى أن الأخفش خالفَ سيبويه في نوعين: أحدهما: الهمزة المضمومة بعد الكسر، والمكسورة بعد الضم نحو {سَنُقْرِئُكَ - يَسْتَنْبِئُونَكَ} فسيبويه يسهلها من جنس حركة ما قبلها؛ فيبدلها ياء بعد الكسرة، وواوًا بعد الضمة، قال الداني في جامعه: وهذا مذهب الأخفش الذي لا يجوز عنده غيره، وأجاز هذا الإبدال لحمزة أبو العز القلانسي وغيره، وهو ظاهر كلام الشاطبي، وحكى أبو حيان عن الأخفش الإبدال في النوعين، ثم قال: وعنه في المكسورة المضموم ما قبلها من كلمة أخرى التسهيل بين بين، ثم قال: فنص له على الوجهين في المنفصل، والذي عليه جمهور القراء إلغاء مذهب الأخفش والأخذ بمذهب سببوبه وهو التسهيل بين الهمزة وحركتها، وفي مسألتي الناظم أيضًا مذهب معضل وهو تسهيل المكسورة بين الهمزة والواو، وتسهيل المضمومة بين الهمزة والياء، ونسب للأخفش، وإليه أشار الشاطبي بقوله:
.................... … من حكى فيهما كالياء والواو معضلا
ووجه تدبيرها بحركها: أنها أولى بها من غيرها، ووجه تدبيرها بحركة ما قبلها قلبًا وتسهيلًا: أنهما لو دبرا =

<<  <  ج: ص:  >  >>