للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بفتحها (١).

قوله تعالى: {أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} [٢٢] قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر بإثبات الياء بعد النون في الوصل. وأثبتها يعقوب وقفًا ووصلًا (٢).

والباقون بغير ياء وقفًا ووصلًا.

قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا} [٢٥] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بإسكان الكاف (٣). والباقون بالضم (٤).


= هي مستعملة، وقد قال قُطرُب: إنها لغة في بني يَربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء، وأنشد هو وغيره شاهدًا على ذلك:
ماضٍ إذا ما همَّ بالمُضيُّ … قال لها هل لَكِ يا تافيِّ
(١) وحجة من قرأ بفتع الياء: أنه جعله هو الأمر المشهور المستعمل الفاشي في اللغة، لأن الجماعة عليه، ولأنه المعمول به في الكلام. وعلة ذلك أن ياء الجمع أُدغمت في ياء الإضافة وهي مفتوحة، فبقيت على فتحتها، ويجوز أن يكون قد أُدغمت في ياء إضافة، وهي ساكنة، ففتحت لالقتاء الساكنين. وكان الفتح أولى بها، لأنه أصلها، فرُدَّت إلى أصلها عند الحاجة إلى حركتها. وأيضًا فإن الفتح في الياء أخفُّ من الكسر، والضمُّ عليها، وقد تقدِّم ذكر {الرِّيَاحَ} و {لِيُضِلُّوا}، و {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ} وشبهه مِمّا أغنى ذلك عن الإعادة (النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٦، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٦، السبعة ص ٣٦٢، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢٦، معاني القراءات ٢/ ٧٥، إعراب القراءات ٢/ ١٨٣، التيسير ص ١٣٤، زاد المسير ٤/ ٣٥٧).
(٢) قرأ أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي {واتقوني يأولي} بالبقرة الآية ١٩٧ و {خافوني إن} بآل عمران الآية ١٧٥ و {واخشوني ولا} بالمائدة الآية ٤٤ {وقد هداني} بالأنعام الآية (٨٠) و {ثم كيدوني} بالأعراف الآية ١٩٥ و {ولا تخزوني} بهود الآية ٧٨ {بما أشركتموني} بإبراهيم الآية (٢٢) و {واتبعوني هذا} بالزخرف الآية ٦١ وكل على أصله، قال ابن الجزري:
تخزون في اتقون يا اخشون ولا … واتبعون زخرف ثوى حلا
خافون إن أشركتمون قد هدان عنهم
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر- الدمياطي ج ١/ ص ١٥٤، التيسير ص ١٠١، السبعة ص ١٣٠، الهادي ١/ ٤١٧).
(٣) فيصير النطق {أُكُلَهَا} وقد سكن الكاف من {الأكْلُ، وأُكْلٍ} المجرد من الإضافة حيث وقع نافع وابن كثير، وأسكن من {أكلُها} المضاف لضمير المؤنث الغائب، قال ابن الجزري:
والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها … شغل (أ) تى (حبر)
وحجة من سكن الكاف أنهم استثقلوا الضمات في اسم واحد فأسكنوا الحرف الثاني، (النشر ٢/ ٢١٦، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٣، شرح شعلة ص ٢٩٧، المبسوط ص ١٥١، الغاية ص ١١٩، السبعة ص ١٩٠).
(٤) وقالوا: لا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف يستحق الرفع وحجتهم إجماعهم على قوله {هَذَا نُزُلُهُمْ} وقد اجتمعت في كلمة ثلات ضمات (حجة القراءات ص ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>