للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحمزة يفعل ذلك في الوقف (١)، والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} [٤٤] قرأ أبو عمرو- في الوصل- بكسر الهاء والميم (٢)، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بضمها (٣). والباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {لِتَزُولَ} [٤٦] قرأ الكسائي: بفتح اللام الأولى، ورفع اللام الأخيرة (٤).

وقرأ الباقون: بكسر اللام الأولى، ونصب الأخيرة (٥).


= متحركة وقعت فاء من الكلمة نحو {يؤوده- يؤاخذ- مؤجلًا- موذن- يؤخركم} واختلف عن ابن وردان في {يؤيد بنصره} بآل عمران، فروى ابن شبيب من طريق ابن العلاف وغيره من طريق الشطوي وغيره كلاهما عن الفضل بن شاذان تحقيق الهمزة فيه، وكذا روى الرهاوي عن أصحابه عن الفضل، وروى سائرهم عنه الإبدال طردًا للباب، قال ابن الجزري:
والفاء من نحو يؤده أبدلوا … (جـ) ـد (ثـ) ـق
(شرح طيبة النشر ٢/ ٢٨٤، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٥٦).
(١) وقد اختص حمزة بذلك في الوقف من حيث إن قراءته اشتملت على شدة التحقيق والترتيل والمد والسكت، فناسب التسهيل في الوقف (النشر ١/ ٤٣٠).
(٢) وإنما كسر الهاء لمجاورة الياء والكسرة (انظر تفصيل ذلك في سورة الفاتحة وانظر: التيسير ص: ١٩، والنشر ١/ ٢٧٢، والسبعة لابن مجاهد ص: ١٠٨، والتبصرة ص: ٢٥١).
(٣) قال ابن مجاهد في السبعة ص: ١٠٨: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولا يجوز كسر الهاء إذ كان قبله ألف، فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء إذا صار ألفًا لم يجز كسر الهاء، ولو كان مكان الهاء والميم كاف وميم لم يجز كسرهما إلا في لغة قليلة لا تدخل في القراءة لبعد الكاف من الياء.
(٤) قال ابن الجزري:
وافتح لتزول ارفع (ر) ما
وحجة من فتح اللام الأولى، وضم الثانية، أنه جعل "إن" في قوله: (وإن كان) مخفَّفة من الثقيلة، وجعل اللام الأولى لام توكيد، دخلت لتوكيد الخبر، كما دخلت (إن) لتوكيد الجملة، والفعل مع لام التوكيد مرفوع على أصله، إذ لا ناصب معه ولا جازم، والهاء مضمرة مع "إن"، تقديره: وإنه كان مكرهم لتزول منه الجبال، ويعني أمر النبي - عليه السلام -. والتقدير: مثل الجبال في القوة والثبات. فمعنى هذه القراءة أن الله جل ذكره عظَّم مكرهم، كما قال: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} "نوح ٢٢"، وقال: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} (مريم ٩٠ - ٩١) وفي مصحف أُبيّ ما يدلّ على هذه القراءة، رُوِي أنّ فيه هذه الآية: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} ولولا كلمة الله لزال من مكرهم الجبال. وروي عن عمر وعلي وابن مسعود أنهم قرؤوا: "وإن كادَ مكرهم لتزول منه الجبال" فهذا دليل على تعظبم مكرهم، لأن "كاد" في كلام العرب تكون لمقاربة الفعل، وربما وقعت لوجوبه.
(٥) وحجة من كسر اللام الأولى وفتح الثانية أنه جعل "إن" بمعنى "ما"، وجعل اللام الأولى لام نفي، لوقوعها=

<<  <  ج: ص:  >  >>