(١) قرأ المشار اليهم لفظ {أف} في الإسراء، والأنبياء والأحقاف بكسر الفاء والتنوين، قال ابن الجزري: وحيث أف نون (عـ) ـن (مدا) (شرح طيبة البشر ٤/ ٤٢٦، انشر ٢/ ٣٠٦، المبسوط ص ٣٨٦، السبعة ص ٣٧٩، التيسير ص ١٣٩). (٢) التنوين وعدمه لغات كلها، وأصل "أف" المصدر من قوله: أُفّه وتفه، أي: نتنًا ودَفْرًا، وهو اسم سمي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منون وغير منون، ذلك جائز فيه لأن فيه لغات مشهورة. فمن نوته قدر فيه التنكير، ومن لم ينونه قدر فيه التعريف، ومعناه: لا يقع منك لهما تكره وتضجر، وموضع "أف" نصب بالقول، كما تقول: لا تقل لهما شتمًا، قال ابن الجزري: وفتح فائه (د) نا (ظـ) ـل (كـ) ـذا (شرح طيبة البشر ٤/ ٤٢٦، البشر ٢/ ٣٠٧، المبسوط ص ٣٨٦، السبعة ص ٣٧٩، التيسير ص ١٣٩، زاد الميسر ٥/ ٢٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ٣٤). (٣) قال ابن الجزري: وفتح خطئًا (مـ) ـن (لـ) ـه الخلف (ثـ) ـرا … حرك لهم والمك والمد (د) رى وحجة من كسر الخاء ومد أنه جعله مصدر "خاطأ خطاء" مثلا "قاتل قالا" وهو قليل في الاستعمال، لم يستعمل "خاطأ" إنما استعمل مطاوعه. وهو"تخاطأ" فإنما أجراه من كسر الخاء، ومد على مصدر ما قد استعمل مطاوعه فن لم يستعمل هو ففيه بعد لهذا. (٤) وحجة من فتح الخاء والطاء ولم يمد: أنه جعله مصدر "خطى" إذا تعمد. يقال:"خطى فهو خاطى"، إذا تعمد، والمشهور في مصدر خطى الخطء. ويقال: أخطأ يخطى فهو مخطى إذا لم يتعمد. ومنه قوله: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ} [الأحزاب ٥]. ألا ترى أن بعده: {وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}. فدل ذلك على أن "أخطأ" يستعمل في غير التعمد إلا أنه قد استعمل "أخطأ" في موضع" خطى" وخطى" في موضع "أخطأ" ومن ذلك قوله تعالى: {إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة ٢٨٦]، في {أَخْطَأْنَا} في موضع "خطئنا" لأنهم لم يسألوا المغفرة إلا فيما تعمّدوا. فأما ما لم يتعمدوا فهو محمول عنهم، لا يحتاجون أن يسألوا المغفرة منه، لقوله: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ} الآية. (٥) وحجة من كسر الخاء وأسكن الطاء ولم يمد أنه المشهرر المستعمل في مصدر"خطى" إذا تعمد، لأنه الأصل، ولأن الأكثر عليه (شرح طيبة النشر ٤/ ٤٢٦، النشر ٢/ ٣٠٧، المبسوط ص ٣٨٦، السبعة ص ٣٧٩، التيسير ص ١٣٩، زاد المسير ٥/ ٢٤، وزاد المسير ٥/ ٣٠، وتفسير النسفي ٢/ ٣١٣).