للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

، واذا وقف حمزة سهلها.

قوله تعالى: {أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ … أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ} [٦٨] {أَنْ يُعِيدَكُمْ … فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ} [٦٩] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالنون في الأربعة (١)، والباقون بالياء التحتية.

قوله تعالى: {مِنَ الرِّيحِ} [٦٩] قرأ أبو جعفر بفتح الياء وألف بعدها؛ على الجمع (٢)، والباقون بإسكان الياء ولا ألف بعدها؛ على التوحيد.

قوله تعالى: {فَيُغْرِقَكُمْ} [٦٩] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: بالنون (٣)، وقرأ


(١) قال ابن الجزري:
........ نخسفا … وبعده الأربع نون (حـ) ـز (د) فا
قوله: {أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ} و {يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ}، {أَنْ يُعِيدَكُمْ}، {فَيُرْسِلَ}، {فَيُغْرِقَكُمْ} قرأ المذكورون، بالنون في الخمس الكلمات، على الأخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو من الخروج من الغيبة إلى الأخبار. وقد مضت نظائره بحجته. وقرأ الباقون بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وذلك قوله: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} "٦٧" وقوله: {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ}، وقوله: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي} "٦٦" وقوله: {مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ}، ليأتلف الكلام اَخره مع أوله، فذلك أحسن في المطابقة.
(شرح طيبة النشر ٤/ ٤٣٤، النشر ٢/ ٣٠٨، المبسوط ص ٢٧٠).
(٢) اختلف في قراءة لفظ {الرِّيَاحِ} في القرآن الكريم؛ فقرأ حمزة وخلف {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} في الحجر بالتوحيد وقرأ ابن كثير، وحمزة والكسائي وخلف {يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} بالأعراف وثاني الروم، والنمل، و {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} بفاطر بالتوحيد أيضًا، وكذا قرأ ابن كثير لفظ {أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} في الفرقان، وقرأ نافع وأبو جعفر {اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} في إبراهيم، و {يُسْكِنِ الرِّيحَ} بالشورى بالجمع فيهما، وقرأ أبو جعفر أيضًا {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} بص، و {الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي} بالأنبياء، و {قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} بالإسراء، و {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} بسبأ واختلف عنه في {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} فروى ابن مهران وغيره من طريق ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بالجمع وكذلك روى الجوهري والمغازلي من طريق الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز كلاهما عنه بالجمع، واتفق الجميع على قراءة {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} أول الروم بالجمع، وتوحيد {الرِّيحَ الْعَقِيمَ}، قال ابن الجزري:
والريح هم كالكهف مع جاثية توحيدهم
حجر (فتى) الأعراف ثاني الروم مع … فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع
واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ثـ) ـنا … وصاد الاسرى سبا (ثـ) ـنا
وحجتهم في الجمع: أن الواحد يدل على الجنس فهو أعم كما تقول كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس إنما تريد هذا الجنس، قال الكسائي: والعرب تقول جاءت الريح من كل مكان، فلو كانت ريحًا واحدة جاءت من مكان واحد فقولهم {مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} وقد وحدوها تدل على أن بالتوحيد معنى الجمع (شرح طيبة النشر ٤/ ٧٦، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ١١٨، السبعة ص ١٧٣).
(٣) والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله عن نفسه، وذلك للتعظيم على الالتفات ومناسبة لـ {عَلَيْنَا}، كأنه لما أتى الكلام عقيبه بلفظ الجمع جعل ما قبله على لفظه ليأتلف نظام الكلام على لفظ واحد (شرح طيبة النشر ٤/ ٧٦، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ١١٨، السبعة ص ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>