(١) رُوي عن أبي بكر في {رَدْمًا (٩٥) آتُونِي}، وفي {قال آتوني} المدّ وترك المد، وبالوجهين قرأتُ له فيهما، والمد هو اختيار ابن مجاهد له، فإذا لم يمدّ في "ردمًا آتوني" كسر التنوين لسكونه وسكون الهمزة بعده، والألف في هذين الحرفين في قراءة حمزة، وأحد القولين عن أبي بكر، الف وصل، تُبتدأ بالكسر، قال ابن الجزري: اتون همز الوصل فيهما (صـ) ــدق … خلف وثان (فـ) ــز وحجة من قرأ بغير مد فيهما أنه جعلهما من باب المجيء، فلم يُعدّهما إلى مفعول، وهو ضمير المتكلم في {آتُونِي}، ويكون {زُبَرَ الْحَدِيدِ} غير معدّي إليه {آتُونِي}، إلا بحرف جرّ مضمرٌ، تقديره: آتوني بزبر الحديد، فلما حذف الحرف تعدّى، كما قال: أمرتك الخير على معني: أمرتك بالخير، وفيه بعد قليل لأنَّهُ إنما أكثر ما يأتي هذا في الشعر. وحجة من مدّ الكلمتين وفتح الهمزة أنه جعلهما من باب الإعطاء، فعدّى كل واحد إلى مفعولين: الأول: ضمير المتكلم، والثاني: {زُبَرَ الْحَدِيدِ} في ما {رَدْمًا (٩٥) آتُونِي}، والثاني {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} عدّاه إليه في المعنى لا في اللفظ، لأن الناصب لـ "قطر" في اللفظ {أُفْرِغْ}؛ لأنَّهُ أقرب إليه، ولو عدّى إليه "آتوني" لقال: قال آتوني أفرغه عليه قطرًا، لأن تقديره: آتوني قطرًا أفرغ عليه، وهو باب إعمال أحد الفعلين المعطوف أحدهما على الآخَر (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٢٣٢ الغاية ص ٢٠٠، السبعة ص ٤٠٠، التيسير ص ١٤٦، معاني القرآن ٢/ ١٦٠، وإيضاح الوقف والابتداء ١٨٨ وزاد المسير ٥/ ١٩٣). (٢) قال ابن الجزري: ويضمي (كـ) ل (حق) والحجة لمن قرأه بالضم أنه أتي باللفظ على الأصل وأتبع الضم الضم، والحجة لمن فتحهما خفة الفتح والواحد عنده صدف ودليله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مر بصدف مائل فأسرع، الرواية بالفتح (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٢٣٢، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٢٣٢، الغاية ص ٢٠٠، السبعة ص ٤٠٠، التيسير ص ١٤٦). (٣) قال ابن الجزري: وصدفين اضمما … وسكنن (صـ) ـف وهي لغة قريش غير الحجاز وقريش (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٢٣٢ الغاية ص ٢٠٠، السبعة ص ٤٠٠، التيسير ص ١٤٦).