ثانيهما سهل غني حرم حلا … وخلف ذي الفتح أبدل جلا خلفا (٢) حجة من حقق الهمزتين في كلمة: أنه لما رأى الأولى في تقدير الانفصال من الثانية ورآها داخلة على الثانية قبل أن لم تكن حقق كما يحقق ما هو من كلمتين وحسن ذلك عنده لأنه الأصل، وزاده قوة أن أكثر هذا النوع بعد الهمزة الثانية فيه ساكن فلو خفف الثانية التي قبل الساكن لقرب ذلك من اجتماع ساكنين لاسيما على مذهب من يبدل الثانية ألفًا، فلما خاف اجتماع الساكنين حقق ليسلم من ذلك (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٧٣ والنشر ١/ ٣٥٩). (٣) قال ابن مهران: "وأبو جعفر وعاصم برواية الأعشى عن أبي بكر يتركان كل همزة ساكنة مثل: {يومِنُ، يُومنون، مُومِنون، يَاكُلونَ، يامُرون، النبي، اويُمن، لُولُوا} حيث كان. وكل ما أشبه ذلك من الهمزة الساكنة، ويتركان من الهمزة المتحركة أيضًا مثل قوله: {فَلْيودّ، يُوَدّه} وأشباه ذلك. وزاد أبو جعفر ترك الهمز من قوله {ثم يرم به بريّا} {وأنا بريّ} إلخ ووافقه نافع في {الصابين، والصابون} فلم يهمز. وتفرد بهمز {النبيء، والنبيئين، والنبوءة} في كل القرآن، واختلف عن أبي جعفر في {نبئنا، نبئهم} بالهمز بلا خلاف، واحتج من أبدل الهمزة واوًا بأن ذلك بسبب ثقل الهمزة وبعد مخرجها وما فيها من المشقة فطلب من تخفيفها ما لم يطلب من تخفيف ما سواها. وورش بترك الهمزة المتحركة أيضًا مثل: {لا يُواخذكُم} و {لا يُوّده} وأبو عمرو يهمز، وحجته أن الهمزة الساكنة أثقل من المتحركة (انظر: النشر ١/ ٣٩٠ باب الهمز المفرد، والسبعة لابن مجاهد ص: ١٣٣) والغاية في القراءات العشر لابن مهران ص: ٨٦، حجة القراءات ص: ٨٤). (٤) لم يرد عن أحد أن نافعًا له إمالة بين بين في هذا الموضع.