(١) وحجة من قرأ بالتوحيد أنه جعل الجماعة عليه واقعة على الجمع، فاستغني بذلك لخفته، وقد حكي الأخفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تجمع بالألف سماعًا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٥٠٠، الغاية ص ١٦٤، المهذب ١/ ٢٧٥). (٢) (عِتيًّا)، و (جِثيًّا)، و (بِكيًّا)، و (صِليًّا) قرأ ذلك حفص وحمزة والكسائي بكسر أوائلها، غير أن حفصًا ضمّ الباء من (بُكيا). قال ابن الجزري: معا بكيا … بكسر ضه (رضي) عتبا معه صليا وجثيا … (عـ) ـن (رضي) وحجة من كسر أن هذه الأسماء جمع (عات، وجاث، وباك، وصال) جمع على (فعول) فأصل الثاني منها الضم، لكن كُسر لتصحّ الياء التي بعده، التي أصلها واو، في (عتي وجثي)، لأن الياء الساكنة لا يكون قبلها ضمّة، فلمّا كسر الثاني أتبعَ كسرتَه كسرَ الأول، فكسر للإتباع، ليعمل اللسان فيه عملًا واحدًا، وعلى ذلك قالوا: عِصي وقِسي، فكسروا الأول على الإتباع لكسرة الثاني، وأصله (فعول) وقد يمكن أن تكون هذه الأسماء مصادر، أتت على فعول، فوقع فيها من التعليل والإتباع مثل ما ذكرنا في الجمع، والتغيير في الجمع أحسن لثقله، وقد ذكرنا نحو هذا في قوله: {مِنْ حُلِيِّهِمْ} [الأعراف: ١٤٨]. (٣) وحجة من ضمّ أنه غيّر الثاني بالكسر، لتصبح الياء الساكنة، على ما ذكرنا، وتركَ الأول مضمومًا على أصله، كان جمعًا أو مصدرًا، أصل أوله الضم، لأنَّهُ الأصل، وعليه الجماعة (شرح طيبة النشر ٥/ ٢٩، النشر ٢/ ٢١٧، المبسوط ص ٢٨٧، السبعة ص ٤٠٧، إعراب القراءات ٢/ ٣٠٣). (٤) قال ابن الجزري: وقل خلقنا في خلقت … (ر) ح (فـ) ـضا وحجة من قرأ بلفظ الجمع أن العرب تخبر عن العظيم القدر بلفظ الجمع، على إرادة التعظيم له، ولا عظيم أعظم من الله جلّ ذكره، ففيه معنى التعظيم. وقد أجمعوا على قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} [الحجر: ٢٦]، وقوله {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف: ١١]، وقوله: {آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [البقرة: ٨٧] وهو كثير بلفظ الجمع مُجمَع عليه. (٥) وحجة من قرأ بالتاء أنه ردّه على التوحيد في قوله: {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}، لأن الجماعة عليه. (المبسوط ص ٢٨٨، النشر ٢/ ٣١٧، شرح طيبة النشر ٥/ ٣٠، السبعة ٤٠٨، التيسير ص ١٤٨، زاد المسير ٥/ ٢١١).