(٢) هي قراءة ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. (٣) قال ابن الجزري: من تحتها اكسر جر (صحب) … (شـ) ـذ (مدا) وحجة من كسر أنه حمله على معنى: أن عيسى كلَّمها، وهو تحتها، أي تحت ثيابها، لأن ذلك موضع ولادة عيسى، فجعل (من) حرف جرّ وخفَضَ بها (تحتها)، فكسر التاء الثانية، وفي (ناداها) ضمير الفاعل، وهو عيسى. وقيل: إن معناه: فناداه جبريل من تحتها، أي: من أسفل من مكانها، أي: من دونها، كما تقول: داري تحت دارك، وبلدي تحت بلدك، أي: دونها. وعلى هذا معنى قوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} أي: دونك نهرًا، تستمتعين به. فالمعنى: فكلَّمها جبريل من الجهة المحاذية لها، أو فكلَّمها عيسى من موضع ولادته، وذلك تحت ثيابها. (٤) وحجة من فتح الميم أن جعل (من) الفاعل للنداء، ونصب (تحتها) على الظرف، و (من) هو عيسى، كلَّمها مِن تحتها، أي من موضع ولادته. وكون. الضمير لـ (عيسى) في القراءة بفتح الميم أقوى في المعنى، وكون الضمير لجبريل عليه السلام، في القراءة بكسر الميم، أقوى في المعنى. ويجوز في القراءتين أن يكون لـ (عيسى) وأن يكون لجبريل عليهما السلام، فإذا كان لجبريل كان معنى (تحتها) دونها، أسفل منها، وإذا كان لعيسى كان معنى (تحتها) تحت ثيابها، من موضع ولادته، وأصل (من) أن تقع للعموم، ولكنها وقعت في هذا الموضع للخصوص، لعيسى أو لجبريل عليهما السلام (شرح طيبة النشر ٥/ ٣٢، النشر ٢/ ٣١٨، السبعة ص ٤٠٨، التيسير ص ١٤٨، الغاية ص ٢٠٢، حجة القراءات ص ٤٤١، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٩٥، زاد المسير ٥/ ٢٢١، وتفسير ابن كثير ٣/ ١١٧). (٥) هناك قاعدة وهي أن دال قد قرأها بالإدغام قولًا واحدًا في الجيم وحروف الصفير وهي (الصاد والزاي والسين وكذلك حرف الضاد والشين والظا) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف البزار وهشام بخلف عن هشام في (لقد ظلمك) بسورة ص، وقرأها الباقون بالإظهار. وعلة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ١٤٤، وشرح طيبة النشر ٣/ ٨).