للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكسر الدال، ووجه الاتفاق على القراءة في الحرف الأول، وفي سورة النساء كذلك كراهة التصريح بهذا الفعل القبيح: أن يتوجه إلى الله تعالى؛ فأخرج مخرج المفاعلة؛ قاله في النشر (١) والله أعلم.

قوله تعالى: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [١٠] قرأ حمزة، وابن ذكوان بإمالة الألف بعد الزاي محضة (٢).

والباقون بالفتح (٣).

قوله تعالى: {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [١٠] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال (٤).

وقرأ الباقون - وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب -: بضم الياء وفتح الكاف، وتشديد الذال (٥).


(١) النشر في القراءات العشر (٢/ ٢٠٠).
(٢) وقد روي أن {زاد} من طريق الداجوني، وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في (خاب) فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون قال ابن الجزري:
وزاد خاب كم خلف فنا … وشاء جا لي خلفه فتى منى
واحتج من أمال بأن فاء الفعل منها مكسورة إذا ردها المتكلم إلى نفسه، ولهذا قرأ حمزة {فلما زاغوا} بالإمالة {أزاغ الله} بالفتح لأن فاء الفعل مفتوحة تقول: {أزغت} (انظر حجة القراءات ص: ٨٨).
(٣) انظر تفصيل ذلك في: المبسوط ص: ١٢٧، التبصرة ص: ٤١٧، السبعة لابن مجاهد ص: ١٤١، المهذب ١/ ٤٧، شرح ابن القاصح ص: ١٤٨، حجة القراءات ص: ٨٨).
(٤) فيصير النطق {يكذِبُون} وهو من كذِبَ اللازم وهو من الكذب الذي اتصفوا به كما أخبر الله عنهم. قال ابن الجزري:
اضمم شد يكذبونا كما (سما)
(انظر التيسير ص: ٧٢، الغاية في القراءات العشر ص: ٩٧، النشر ٢/ ٢٠٠، والإقناع في القراءات السبع ٢/ ٢٩٧) وعلة من خفف أنه حمله على ما قبله؛ لأنه تعالى قال: {وما هم بمؤمنين} فأخبرهم أنهم كاذبون في قولهم.
(٥) فتصير القراءة {يُكَذّبون} وحجة من شدد، ما روي عن ابن عباس قال: "إنما عوتبوا على التكذيب لا على الكذب" وفي التنزيل ما يدل على التثقيل وهو قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} (انظر حجة القراءات ص: ٨٨، ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>