للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} [١١] قرأ أبو عمرو، ويعقوب بإدغام اللام في اللام، بخلاف عنهما (١).

وقرأ هشام، والكسائي، ورويس بضم القاف، وهو المسمى بالإشمام (٢).

والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ} [١٣] هنا همزتان مختلفتان من كلمتين: الأولى: همزة {السُّفَهَاءُ}، وهي مضمومة، والثانية: همزة {أَلَا}، وهي مفتوحة. قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس في الوصل، بإبدال الثانية واوًا خالصة مفتوحة، بعد تحقيق الأولى (٣).

والباقون - وهم ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف باختياره -: بتحقيقهما (٤)، وهم على مذاهبهم في مراتب المد؛ كما تقدم أول السورة.


(١) أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله: {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:
إذا التقى خطًّا محركان … مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدوري والسوسي معا … لكن بوجه الهمز والمد امنعا
وقال أيضًا:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
(الغاية في القراءات العشر ص ٨٠، المهذب ص ٦١).
(٢) وهو عبارة عن النطق بضم القاف وهو الأقل ثم الكسر وهو الأكثر وهو المراد بالإشمام، وكذلك القول في {جيئ} و {حيل} و {سيق} و {سيئ} (انظر: المبسوط ص: ١٢٧، والغاية ص: ٩٨، والنشر ٢/ ٢٠٨، والإقناع ٢/ ٥٩٧، وإتحاف فضلاء البشر ص: ١٢٩).
(٣) فيصير النطق {السّفَهَاءُ وَلا إنّهُمْ} وهذا لا يؤخذ إلا من أفواه المشايخ. وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية وهي همزة {ألا} بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو {كاس} فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإنها تخفف ومعها مثلها أولى، قال الناظم:
وعند الاختلاف الأخرى سهلن … (حرم) (حـ) ـوي (غـ) ـنا ومثل السوء إن
فالواو أو كاليا وكالسماء أو … تشاء أنت فبالابدال وعو
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٢٩، وشرح طيبة النشر للنويري ٢/ ٣٤١).
(٤) فيصير النطق: {السّفَهَاءُ أَلا إنهم} والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ =

<<  <  ج: ص:  >  >>