للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالضم (١).

قوله تعالى: {وَإِذَا رَآكَ} [٣٦] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة وابن ذكوان - بخلاف عنه - بإمالة الراء والهمزة محضة، وأمال أبو عمرو الهمزة، واختلف عن السوسي في الراء، وأمال ورش الراء والهمزة معًا بين بين، واختلف عن قالون فيهما بين الفتح (وبين بين) (٢)، والباقون بفتحهما.

قوله تعالى: {إِلَّا هُزُوًا} [٣٦] قرأ حفص بضم الزاي، وبعدها واو مفتوحة، وقفًا ووصلًا (٣)، وقرأ حمزة بإسكان الزاي وصلًا، وإذا وقف عليها، وقف بالواو المفتوحة، كحفص، إلا أنه بإسكان الزاي (٤)، وله - أيضًا - في الوقف أن ينقل حركة الهمزة إلى


= في الماضي، ثم أجمعوا على ترك الهمزة في المستقبل فقالوا ترى ونرى بغير همز فخالفوا بين لفظ الماضي والمستقبل فكذلك خالفوا بين لفظ مت وتموت ولم يقولوا تمات.
(حجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٧٨، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٣٠، الهادي ٢/ ١٢٢).
(١) حجتهم أنها من مات يموت فعل يفعل مثل دام يدوم وقال يقول وكان يكون ولا يقال كنت ولا قلت، وحجة أخرى وهو قوله {وَفِيهَا تَمُوتُونَ} - {وَيَوْمَ أَمُوتُ} ولو كانت على اللغة الأخرى لكانت تماتون ويوم أمات لأن من مت تمات يجيء فعل يفعل ومن فعل يفعل يجيء قال يقول وقد ذكرنا، وأصل الكلمة عند أهل البصرة موت على وزن فعل مثل قول ثم ضموا الواو فصارت موت، وإنما ضموا الواو لأنهم أرادوا أن ينقلوا الحركة التي كانت على الواو إلى الميم وهي الفتحة ولو نقلوها إلى الميم لم تكن هناك علامة تدل على الحركة المنقولة إلى الميم لأن الميم كانت مفتوحة في الأصل، ويقع اللبس بين الحركة الأصلية وبين المنقولة وأيضًا لم تكن هناك علامة تدل على الواو المحذوفة فضموا الواو لهذه العلة ثم نقلوا ضمة الواو إلى الميم فصار موت واتصل بها اسم المتكلم فسكنت التاء فاجتمع ساكنان الواو والتاء فحذفت الواو وأدغمت التاء في التاء فصارت (مَتَّ) وكذلك الكلام في قلت (حجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٧٨، السبعة ص ٢١٧، الهادي ٢/ ١٢٢، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٣٠).
(٢) قال ابن الجزري:
حرفي رأى (مـ) ن (صحبة) (لـ) نا اختلف … وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف
وذو الضمير فيه أو همز ورا … خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ١١٧).
(٣) وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل كقوله {السفهاء لا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٤٧، النشر ١/ ٣٨٩، المبسوط ص: ١٣٠، ابن القاصح ص: ١٥٢، التبصرة ص: ٤٢٣).
(٤) نقرأ "هُزَا" فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة {هزؤا} بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلا فقط، فقال ابن الجزري:
وأبدلا
عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن … ضم فتى كفؤا فتى ظن
(النشر ١/ ٣٨٩، المبسوط ص: ١٣٠، ابن القاصح ص: ١٥٢، التبصرة ص: ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>