للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتوسط والقصر، وقفًا ووصلًا (١).

قوله تعالى: {حَتَّى طَالَ} [٤٤] قرأ ورش بتغليظ اللام بخلاف عنه (٢)، والباقون بالترقيق.

قوله تعالى: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ} [٤٥] قرأ ابن عامر بالتاء الفوقية مضمومة، وكسر الميم بعد السين، ونصب ميم "الصم" (٣). وقرأ الباقون بالياء التحتية مفتوحة، وفتح الميم بعد السين، وضم ميم "الصم" (٤).

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} [٤٧] قرأ نافع، وأبو جعفر برفع اللام (٥)، والباقون بالنصب (٦).


(١) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(٢) التغليظ لورش من طريق الأزرق عنه فعنه؛ وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، قال ابن الجزري:
وأزرق لفتح لام غلظا … بعد سكون صادا وطاء وظا
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص: ١٢٧، والمهذب ص: ٤٦).
(٣) قال ابن الجزري:
يسمع ضم
خطابه واكسر وللصم انصبا … رفعا (كـ) ـسا والعكس في النمل (د) با
كالروم
وحجة من قرأ كذلك: أنه على الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، لتقدم لفظ الخطاب له في قوله: {وَلَا يَسْمَعُ} فلمّا أُضيف الفعل إلى النبي في {أُنْذِرُكُمْ} أضيف إليه في {تُسْمِعُ} ونصب {الصُّمَّ} بتعدّي الفعل إليهم، فجرى الكلام الآخر على سنن أوله بإضافة الفعل إلى النبي فيهما. وجعل الفعل رباعيًّا من {أَسْمَعُ} فتعَدّى إلى مفعولين {الصُّمَّ} و {الدُّعَاءِ}.
(٤) ووجه من قرأ {ولا يسمعِ} بياء مفتوحة، وفتح الميم، ورفع {الصُّمَّ}: أنهم أضافوا الفعل إلى {الصُّمَّ}، فارتفعوا بفعلهم، لأنه نفى السمع عنهم، كما تقول: لا يقوم زيد، فترفعه لنفيك القيام عنه، وتُعدّيه إلى مفعول، لأنه ثلاثي، والمفعول {الدُّعَاءِ}، ورفعُ هذا النوع، إنما هو على سبيل الإخبار عنهم، كما تخبر عن الفاعل، وفيه اختلاف، لأنهم لم يفعلوا شيئًا، فليسوا بفاعلين على الحقيقة، وفي هذه القراءة معنى الذم لهم والتقريع لهم لتركهم استماع ما يجب لهم استماعه والقبول له (النشر ٢/ ٣٢٤، شرح طيبة النشر ٥/ ٥٦، المبسوط ص ٣٠٢، وزاد المسير ٥/ ٣٥٤، وتفسير النسفي ٣/ ٨٠).
(٥) وحجة من قرأ بالرفع أنّه جعل "كان" تامة، لا تحتاج إلى خبر بمعنى: وقع وحدث، فرفَعَ "المثقال" بها، لأنها فاعل لـ"كان".
قال ابن الجزري:
.... مثقال كالنمل ارفع … (مـ) ـدا
(٦) وحجة من نصب أنه جعل "كان" هي الناقصة، التي تحتاج إلى خبر واسم، فأضمر فيها اسمها ونصب "مثقالًا" على خبر كان، تقديره: وإن كان الظُلامة مثقال حبة. وأجاز إضمار الظلامة لتقدّم ذكر الظلم، ولم تظهر علامة التأنيث في الفعل، لأن الظُّلامة والظُّلم سواء، فذكّر، لتذكير الظلم. وقيل: ذكّر لما =

<<  <  ج: ص:  >  >>