للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {دُرِّيٌّ} [٣٥] قرأ أبو عمرو، والكسائي بكسر الدال مع المد، والهمز مع الضم (١)، وقرأ حمزة، وشعبة بضم الدال مع المد والهمز (٢). والباقون بضم الدال، وبعد الدال راء مشددة، وبعد الراء ياء مشددة، مع عدم الهمز (٣).

وإذا وقف حمزة، أسقط الهمزة، ووقف على ياء ساكنة، وله-أيضًا- تشديدها مع السكون (٤).


= رؤياك مع هداي مثواي توى
مجاي مع آذانهم … جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاة جبارين مع أنصاري … وباب سارعوا
(انظر طيبة النشر (٤/ ٩)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر-الدمياطي ج ١/ ص ١٠٦).
(١) وحجة من كسر الدال وهمز ومدّ أنه جعله (فعيلًا) من الدُر، كـ (فسّيق وسِكير)، والمعنى إذا جعلته مشتقًا من الدَّرء وهو الدفع، لأنه يدفع الخفاء لتلألئه وضيائه عند ظهوره فهو درأت النجوم تدرأ، إذا اندفعت فدفعت الظلام بضيائها.، قال ابن الجزري:
دري اكسر الضم (ر) باحز
(٢) وحجة من ضمّ الدّال وهمز ومدّ أنه جعله (فعيلًا) من (درأت) أيضًا. ومثله في الصفات (العلية والسرية)، ومثله في الأسماء (المرية) قال ابن الجزري:
وامدد اهمز (صـ) ـــف (رضى) (حـ) ــــط
(غيث النفع ص ٣٠٣، تفسير قريب القرآن ٣٠٥).
(٣) وحجة من ضمّ الدال وشدّد الياء أنه نسب الكوكب على الدرّ لفرط ضيائه ونوره، فهو (فُعلِى) من الدُّر. ويجوز أن يكون أصله الهمز فيكون (فعيلًا) من الدَّرء وهو الدفع، لكن خُفّفت الهمزة، وأبدل منها ياء، لأن قبلها زائدة للمدّ كياء (خطيّة)، ووقع الإدغام لاجتماع ياءين الأولى ساكنة (شرح طيبة النشر ٥/ ٨٩، النشر ٢/ ٣٣٤، المبسوط ص ٣١٨، التيسير ص ١٦٢، السبعة ص ٤٥٥، غيث النفع ص ٣٠٣، وزاد المسير ٦/ ٤١، وتفسير ابن كثير ٣/ ٢٩٠، وتفسير النسفي ٣/ ١٥٤).
(٤) وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثلًا {قُرُوءٍ} و {بَرِيءٌ} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في المواد المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. قال ابن الجزري:
والواو واليا إن يزادا أدغما … والبعض في الأصلي أيضًا أدغما
(شرح طيبة النشر ٢/ ٣٥١)

<<  <  ج: ص:  >  >>