(٢) وحجة من قرأ بالجزم: أنهم عطفوه على موضع (جعل) لأنَّهُ جواب الشرط في موضع جزم، فيكون {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} داخلًا في المشيئة، أي: إن شاء الله فعل ذلك بك با محمد، وهو فاعله بلا شك. ويجوز أن يكونوا قدّروه على نيّة الرفع مثل الأول، لكن أدغموا اللَّام في اللَّام، فأسكنوا اللَّام من {وَيَجْعَلْ} لإدغام لا لِلجزم، فتكون القراءتان بمعنى الحتم، أنّ الله فاعل ذلك لمحمد على كل حال. قال ابن الجزري: .. ويجعل فاجزم (حما) (صحب) (مدا) (شرح طيبة النشر ٥/ ٩٤، النشر ٢/ ٣٣٣، الغاية ص ٢٢١، السبعة ص ٤٦٢، إعراب القرآن ٢/ ٤٥٩، وزاد المسير ٦/ ٧٥، وتفسير النسفي ٣/ ١٦٠). (٣) فيصير النطق "لقُّصُورًا" وروى أبو الكرم الشهرزوري صاحب المصباح عن يعقوب بكماله إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو من المثلين والمتقاربين وإليه الإشارة بقول الطيبة وقيل عن يعقوب ما لابن العلا وكذا ذكره أبو حيان في كتابه المطلوب في قراءة يعقوب وبه قرأ ابن الجزري عن أصحابه وحكاه أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمز قال شيخنا: وذلك لأنهم لما أطلقوا الإدغام عنه ولم يشترطوا له ما اشترطوا لأبي عمرو دل على إدغامه بلا شرط قال وكما دل على الإدغام مع الهمز يدلُّ عليه مع مد المنفصل وهو كذلك كما تقدم التصريح به (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطى ج ١/ ص ٣٦). (انظر المهذب ص ٤٩). (٤) سبق بيان ما يماثله في الآية (٢٨) من سورة النور. (٥) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. (٦) الحجة لمن خفف: أنه استثقل الكسرة على الياء مع التشديد فخفف وأسكن كما قالوا هين وهين، قال ابن الجزري: =