للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا وقفوا، وقفوا بغير ألف: {وثمود} وقرأ الباقون بالتنوين، وإذا وقفوا وقفوا بالألف (١).

قوله تعالى: {مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ} [٤٠] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية ياء خالصة. وقرأ الباقون بتحقيقهما.

وإذا وقف حمزة، وهشام على الهمزة الأولى، وقفا على واو ساكنة، ولهما - أيضًا - تشديد الواو مع الكسر (٢).

قوله تعالى: {إِلَّا هُزُوًا} [٤١] قرأ حمزة - في الوصل - بإسكان الزاي (٣). وقرأ حفص بإبدال الهمزة واوًا بعد ضم الزاي وقفًا ووصلًا (٤). وقرأ الباقون بضم الزاي،


= القرآن فقال: لقربه من قوله: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً} [الأنعام: ٣٧]، فإن سأل سائل فقال: قوله {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} من موضع نصب فهلا نون كما نون سائر المنصوبات الجواب إن هذا الحرف كتب في المصحف بغير ألف والاسم المنون إذا استقبله ألف ولام جاز ترك التنوين كقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ} (حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٣٤٥، فرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٩، النشر ٢/ ٢٩٠، الغاية ص ١٧٥، معاني القرآن ٢/ ٢٠، إيضاح الوقف والابتدا ص ٣٦٢).
(١) قال النويري في شرح طيبة النشر (٤/ ٣٦٩): كل من وقف بألف ومن لم ينون وقف بغير ألف، وإن كانت مرسومة؛ فبذلك جاء النص عنهم باتفاق؛ إلا ما انفرد به أبو الربيع عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف.
(٢) وقد وقف عليها حمزة وهشام بخلف عنه لأن الواو زائدة، فإذا كانت الواو أو الياء زائدتين مثل {قُرُوءٍ} و {بَرِيء} فإن حمزة وهشام يبدلان الهمز الواقع بعدهما واوًا بعد الواو وياء بعد الياء، ويدغم الواو في المواد المبدلة، والياء في الياء المبدلة، ووجه البدل: تعذر النقل وضعف التسهيل لقصور الحرفين في المد عن الألف فتعين البدل، وأبدلت من جنس ما قبلها لقصد الإدغام. فإن قلت: لم خرج المد هنا عن حكم {قَالُوا وَهُمْ} و {فِى يَوْمٍ} فساغ إدغامه؟ فالجواب: إنما أبدل لإدغام فلا يكون السبب مانعًا، فالمد في {قَالُوا وَهُمْ} و {فِى يَوْمٍ} سابق على الإدغام مقارن فافترقا. قال ابن الجزري:
والواو واليا إن يزادا أدغما … والبعض في الأصلي أيضًا أدغما
(شرح طيبة النشر ٢/ ٣٥١).
(٣) فقرأ (هُزَا) فيقف على زاي مفتوحة. وقرأ حمزة (هزؤا) بالهمز على الأصل مع إسكان الزاي وصلًا فقط، فقال ابن الجزري:
وأبدلا
عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن … ضم فتى كفؤا فتى ظن
(٤) وعلة حفص أنه أراد التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة، فهي تجري على البدل {السُّفَهَاءُ أَلَا} في قراءة الحرميين وأبي عمرو (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٤٧، النشر ١/ ٣٨٩، المبسوط ص ١٣٠، ابن القاصح ص ١٥٢، التبصرة ص ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>