للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَزَادَهُمْ} [٦٠] قرأ حمزة، وابن ذكوان بخلاف عنه بإمالة الألف محضة (١). والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {سِرَاجًا} [٦١] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم السين، والراء (٢). وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعد الراء (٣).

قوله تعالى: {أَنْ يَذَّكَّرَ} [٦٢] قرأ حمزة، وخلف: بإسكان الذال، وضم الكاف


(١) إذا أتى اللفظ الذي على ثلاثة حرف من الأفعال العشرة وهي: {وَزَادَهُ} {زَاغَ} {جَآءَ} {شَآءَ} {طَابَ} {خَافَ} {خَابَ} {وَضَاقَ} {وَحَاقَ} فإن حمزة يميلها بشرط أن تكون أفعالًا ماضية معتلة العين والإمالة واقعة في وسطها، وسواء اتصلت هذه مع الأفعال بضمير أو لم تتصل، واختلف عن ابن عامر في {وَزَادَهُ} {خَابَ} عن كل من راوييه، فأما هشام فروى عنه إمالة {وَزَادَهُ} الداجوني وفتحها الحلواني، واختلف عن الداجوني في خاب، فأمالها عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وابن فارس وجماعة، وفتحها ابن سوار وأبو العز وآخرون، وأما ابن ذكوان؛ فروى عنه إمالة {خَابَ} الصوري وروى فتحها الأخفش، وأما {وَزَادَهُ} فلا خلاف عنه في إمالة الأولى {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} واختلف في غير الأولى فروى في الفتح وجهًا واحدًا صاحب العنوان وابن شريح والمهدوي ومكي وصاحب التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وروى الإمالة أبو العز في كتابيه، وصاحب التجريد والمستنير والمبهج والعراقيون وهي طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وطريق التيسير وقد أفرد الإمام ابن الجزري فصلًا في إمالة الألف التي هي عين الفعل، ووجه الإمالة: الدلالة على أصل الياءات، وحركة الواوي، ولما يؤول اليه عند البناء للمفعول، وإشعارًا بكسر الفاء مع الضمير. قال ابن الجزري في باب الفتح والإمالة:
والثلاثي فـ) ـــــضلا … في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
زاغت وزاد خاب (كـ) ـــــــم خلف (فـ) ـــــنا … وشاء جا (لـ) ـــــــي خلفه (فتى) (مـ) ـــــنا
(النشر ٢/ ٥٩، التيسير ص ٥٠، التبصرة ص ٣٧٣، إبراز المعاني من حرز الأمانى في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقي ج ١/ ص ٢٣٠، الغاية ص ٩٥).
(٢) وحجة من قرأ بالجمع: أنها على إرادة الكواكب، لأن كلّ كوكب سراج، وهي تطلع مع القمر، فذكّرها كما ذكّر القمر، وأخبر عنها بالجمع لكثرة الكواكب، والقمر والكواكب من آيات الله. وقد قال: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [فصّلت: ١٢] يعني الكواكب، والمصابيح هي السُّرج. قال ابن الجزري:
وسرجًا فاجمع (شفا)
(٣) وحجة من قرأ بالتوحيد: أنه على إرادة الشمس، لأن القمر إذا ذكر في أكثر المواضع ذُكرت الشمس معه، فحمل هذا على الأكثر أولى، وأيضًا فقد ذكر النجوم في قوله: {جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} فهي النجوم والكواكب. فلم يحتج التى تكرير ذلك في قوله: {سِرَاجًا} (الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٤٧، السبعة ص ٤٦٦، شرح طيبة النشر ٥/ ٩٦، النشر ٢/ ٣٣٤، المبسوط ص ٣٢٤، الغاية ص ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>