الثالث: أن تقع بين متحرك فساكن نحو: {لَهُ الْمُلْكُ} {عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} وهذان لا خلاف في عدم صلتهما؛ لئلا يحتمع ساكنان على غير حدهما. الرابع: أن تقع بين ساكن فمتحرك نحو: {عَقَلُوهُ وَهُمْ} {فِيهِ هُدًى} وهذا مختلف فيه فابن كثير يصل الهاء بياء وصلًا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء نحو ة {فِيهِ هُدًى} [البقرة: ٢]، وبواو إذا كان غير ياء نحو {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} (واجتبيه وهديه) على الأصل. وقرأ حفص {فِيهِ مُهَانًا} بالفرقان: ٦٩، بالصلة وفاقًا له؛ إلا أن حفصًا ضمها في {أَنْسَانِيهُ} الكهف: ٦٣، {عَلَيْهُ اللَّهَ} بالفتح: ١٠ (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٥٠). (١) وحجة من جمع أنّه حمله على المعنى، لأنّ لكل واحد ذريَّة، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويُقوّي ذلك قوله: {مِنْ أَزْوَاجِنَا} بالجمع، وأيًضا فإنّه لمّا كانت الذرّيَّة تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بُني. (٢) وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرّيّه تقع للجمع، فلمّا دلّت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدلّ على وقوع {ذُرِّيَّةً} للجمع قوله: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} [النساء: ٩]، وقد علم أن لكلّ واحد ذرِّية، وقد تقع الذرِّية للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا عليه السّلام: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: ٣٨]، وإنما سأل ولدًا بدلالة قوله: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [مريم: ٥]، وقوله: {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} [آل عمران: ٤٠] قال ابن الجزري: وذريتنا (حـ) ـــــــط (صحبة) (الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٤٨، النشر ٢/ ٣٣٥، الغاية ص ٢٢٣، شرح طيبة النشر ٥/ ٩٨، السبعة ص ٤٦٧، غيث النفع ص ٣٠٦، التيسير ص ١٦٤، زاد المسير ٦/ ١١١، تفسير النسفي ٣/ ١٧٦). (٣) وحجة من قرأ بالتخفيف: أنهم جعلوه ثلاثيًا من (لقى يلقى) فيتعدّى إلى مفعول واحد، وهو {تَحِيَّةً} دليله قوله: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩]. قال ابن الجزري: =