للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أيضًا - المد والتوسُّط مع التسهيل والروم (١).

قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِم} [٥] وكذا {فَسَيَأْتِيهِمْ} [٦] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا مع صلة الميم بواو في الوصل. وقرأ يعقوب بضم الهاء. وأبدل ورش (٢)، وأبو عمرو الهمزة ألفًا، بخلاف عنه.

قوله تعالى: {أَنْبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} [٦] {أَنْبَاؤُا} رسمت بالواو، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، ويجوز تسهيلها كالواو مع المد والقصر، ويجوز إبدالها واوًا ساكنة مع المد والقصر، ويجوز لهما الروم والإشمام (٣).


(١) سهل الهمزة الأخيرة من الهمزتين المتفقتين مطلقًا رويس يعنى من غير طريق أبى الطيب، وكذلك قنبل من طريق ابن مجاهد وهذا مذهب الجمهور عنه ولم يذكر عنه العراقيون وصاحب التيسير غيره، وكذا ذكره ابن سوار عنه من طريق ابن شنبوذ، وروى عنه عامة المصريين والمغاربة إبدالها حرف مد خالص فتبدل في حالة الكسر ياءً وفي حالة الضم واوًا ساكنة وهي النبي قطع به في الهادي والهداية والتجريد وهما في التبصرة والكافي والشاطبية وروى منه ابن شنبوذ إسقاط الأولى مطلقًا كما ذكره، وأما ورش فلا خلاف عنه من طريق الأصبهاني في تسهيلها بين بين، واختلف عن الأزرق فروى عنه إبدال الثانية حرف مد جمهور المصرين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام، وكذا في التبصرة والكافي وروى عنه تسهيلها مطلقًا بين بين كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان ولم يذكر في التيسر غيره، واختلفوا عنه في حرفين {هَؤُلَاءِ إِنْ} و {الْبِغَاءِ إِنْ} فروى عنه كثير من رواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة وقال في التيسير: وقرأت به على ابن خاقان؟ قال: وروى عنه ابن شيطا إجراؤهما لنظائرهما، وقد قرأت بذلك أيضًا على أبى الفتح، وأكثر مشيخة المصريين على الأول. ووجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة النقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل. قال ابن الجزري:
.... وقيل تبدل
مدًّا (ز) كا (جـ) ودًا وعنه هؤلا … إن والبغا إن كسر ياء أبدلا
وقال:
وسهل الأخرى رويس قنبل … ورش وثامن وقيل تبدل
مدًّا زكا جودًا
(انظر: شرح طيبة النشر (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٦)، النشر في القراءات العشر: باب الهمزتين من كلمتين (١/ ٣٨٢)، المبسوط (ص ٤٢، ٤٣).
(٢) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(٣) سبق بيانه قبل عدة صفحات (انظر إتحاف فضلاء البشر ص ١٢٩، وشرح طيبة النشر للنويري ٢/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>