وقد احتج من قرأ بالتشديد بأن {نَزَّلَ} و {أَنْزَلَ} لغتان وأن التشديد يدل على تكرير الفعل وقد ورد في القرآن الكريم في قوله {لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} (حجة القراءات ص ١٠٦، وشرح طيبة النشر ٤/ ٤٧، النشر ٢/ ٢١٨، المهذب ص ٦٤، التبصرة ص ٤٢٥، زاد المسير ١/ ١١٤). (١) قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن [{وَهُوَ}، {فَهُوَ}، {وَهِيَ}، {فَهِيَ}، {لَهِيَ}]، وزاد الكسائي {ثُمَّ هُو} (انظر المبسوط ص ١٢٨) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة، فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وبين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لذلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص ١٣٢، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٣٤، التيسير ص ٧٢، النشر ٢/ ٢٠٢، حجة القراءات ص ٩٣). (٢) قاله ابن الجزري: وفرقوا امدده وخففه معا (رضى) {فَرَّقُوا} أي زايلوا وقد روي أن رجلًا قرأ عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا} دينهم فقال علي: لا والله ما فرقوه ولكن فارقوه ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} أي تركوا دينهم الحق الذي أمرهم الله باتباعه ودعاهم إليه، وهي من المفارقة؛ أي تركوا دينهم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٢٧٨، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٨، النشر ٢/ ٢٦٦، المبسوط ص ٢٠٥). (٣) وهي من التفريق والتجزئة، أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، وحجتهم قوله بعد {وَكَانُوا شِيَعًا} أي =